المستخلص: |
ألقي المقال الضوء على الاغتراب وأدب العصر. فقد حظي موضوع الغربة والاغتراب في الآونة الأخيرة باهتمام عدد كبير من الكتاب والمفكرين واحتل مكانة جوهرية في كتب النقد والتحليل الاجتماعي الحديثة وظهر كمشكلة بارزة في الأعمال الأدبية والفنية كما أضحي قضية منهجية تناولها الفلاسفة بالتحليل وتعقبوها بالبحث والاستقصاء. وأوضح المقال أن ظاهرة الاغتراب قديمة قدم الإنسان وهي ظاهرة إنسانية متعددة الأبعاد فأصبح من الصعوبة تحديد معناه في الاصطلاح تحديداً دقيقاً نظراً لاختلاف استعماله في مجالات النشاطات الثقافية والأدبية وغيرها ويدور الاغتراب حول عناصر متقاربة كشعور الفرد بالعزلة والانفصال عن الذات والانطواء على النفس وعدم القدرة على مسايرة الآخرين والعجز عن التلاؤم معهم والإخفاق في التكيف مع الأوضاع السائدة في المجتمع وعدم الشعور بالانتماء. وأشار المقال إلى أن الغربة اتخذت عند الشعراء أنماطاً عدة من بينهم الفكرية والنفسية واجتماعية وسياسية وعاطفية حيث سعي الشاعر إلى تجاوز الاغتراب أو التخفيف من آثاره من خلال منهج تعويضي تمثل في العودة إلى الطفولة واستعادة الماضي وبناء المدن الخيالية فامتلأ شعره بغربة تبدو ملازمة له طوال حياته إذ لم يكن لديه من الأمل ما يحمله على مواصلة الحياة. وخلص المقال إلى إن الاغتراب ظاهرة بارزة لها حضورها الواضح في أدبنا العربي الحديث عامة شعراً ونثراً فقد جمع العصر بين كثير من المتناقضات التي أنتجت أزمات مختلفة سياسية واجتماعية وفكرية أدت إلى حدوث صدمة هزت المبدع العربي وكان لها تأثيرها البالغ عليه فعكست التجربة الأدبية ألوانها من الشكوى والقلق المسيطر على الانسان كما عكست صوراً من انعدام الثقة لدي المبدع في واقعه. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|