المصدر: | مجلة كلية اللغات |
---|---|
الناشر: | جامعة طرابلس - كلية اللغات |
المؤلف الرئيسي: | Salman, Atik Khatab (Author) |
المجلد/العدد: | ع10 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | سبتمبر |
الصفحات: | 79 - 91 |
رقم MD: | 837269 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | +AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
في عام 1960، أسس الشاعر Raymond queneau وعالم الرياضيات francoisle lionnais ورشة عمل أسمياها ouliop وهي اختصار لورشة الأدب الاحتمالي، وكانا يهدفان لإعادة اكتشاف اللغة عن طريق تجربة أنواع مختلفة من أشكال الكتابة كرد فعل ضد أسلوب السريالية والدادائية. وهذا النوع من الكتابة يرفض الصدفة واللاوعي والعفوية كمصادر وحيدة للإبداع الأدبي ويقترح أساليبا كتابية جديدة تركز على آليات لغوية منهجية محسوبة بطريقة رياضية وبذلك تصبح اللغة واقعا علميا قابلا للتجريب. في هذه المقالة، حاولنا الإجابة عن سؤالين. أولا: ما هي القيود والآليات التي وضعتها جماعة الـ Oulipo في استعمال اللغة لإنتاج عمل إبداعي قادر على إثبات نظرية إعادة التفكير في إمكانيات هذه الأداة التواصلية؟ ثانيا: هل لا تزال نظريات هذه الجماعة موجودة في الاتجاهات الأدبية المعاصرة وهل شجعت الكتاب والمفكرين على اتباع استراتيجيات مماثلة من خلال تجاربهم الخاصة؟ فمثلا ماذا لو نستعمل أحد الحروف الأبجدية الأكثر شيوعا في اللغة خلال كتابتنا لنص أدبي. تماما كما فعل أحد أهم رواد الجماعة وهو Georges Perec في روايته الاختفاء ذات الـ 319 صفحة والتي لم يستعمل فيها على الإطلاق الحرف الخامس في الأبجدية اللاتينية. وماذا لو كتبنا مقطعا تبدأ كلماته تباعا بالأحرف الأبجدية المعروفة، أي أن تبدأ الكلمة الأولى بأول حرف أبجدي والثانية بالحرف الثاني وهكذا.! وماذا لو قمنا بكتابة مطلع قصيدة أو رواية وطلبنا أن يسهم أي أحد في كتابة المقطع التالي وهكذا، مع الالتزام بالسياق العام للحكاية؟! قد يبدو لبعض القراء بأن هذا النوع من الكتابة هو مجرد ألعاب لغوية، ولكنها في الحقيقة أمثلة على آليات الكتابة التي يعتمدها الأوليبيون في نتاجاتهم والتي تم تصميمها بعناية لتجريب إمكانيات اللغة الخفية. بحلول عام 2014 تدخل جماعة الـ Oulipo عقدها السادس لكنها تكتسب يوما بعد يوم المزيد من الأهمية في الأوسط الثقافية والعلمية والفنية والأدبية. عكس العديد من المجموعات الأدبية الطليعية التي لم تصمد طويلا. فبالإضافة لعلماء الرياضيات والفيزيائيين وأساتذة الجامعات والمثقفين والأدباء من الرواد والمريدين، فإنها استقطبت عددا كبيرا من الكتاب الشباب وفتحت بذلك آفاقا جديدة للاستمرار. كما أن هذه الجماعة نجحت في مواكبة عصر المعلوماتية باستحداثها ما يسمى جماعة Alamo التي تعني بالأدب المعلوماتي المدعوم بالحاسوب وهو أدب تفاعلي تكاملي، من الممكن أن يشترك فيه الجميع. الأدب الاحتمالي إذن، ليس أدبا عشوائيا، بل طريقة تفكير محكوم بحسابات علمية هدفها التجريب لتشجيع الابتكار. أن القيود التي فرضها مؤسسو هذه الحركة حولت مسار نظام لغة الكتابة خارج القنوات المعتادة لها وقادت نخبة من الكتاب إلى مناطق تفكير جديدة رفعتها إلى مستوى الدقة الرياضية. فهل سيكون الأدب الاحتمالي هو أدب المستقبل؟ |
---|