المستخلص: |
إن عملية إعداد الإنسان والارتقاء به من مستوى التبعية والاعتماد الكلي على الآخرين إلى مستوى النضج والاستقلال والاعتماد على النفس وتزويده بكل ما يؤهله للانخراط في الحياة الاجتماعية بصورة إيجابية لا تقوى عليها سوى مؤسسة الأسرة لما تنفرد به من خصائص وتتوفر عليه من مواصفات . فهي بذلك المحضن الطبيعي الذي تراكمت الأدلة عبر عقود متتالية من التحري والبحث للتأكيد بأنه لا بديل له في هذا الشأن ولا غنى للفرد والمجتمع عن خدماته . فهو الإطار الاجتماعي الأصلح لإشباع حاجات الفرد النفسية والاجتماعية والتجاوب مع كل متطلبات الرعاية الإنسانية بمساهمة فعالة لأبوين رحيمين يكمل أحدهما دور الآخر، دون مفاضلة بينهما، في تناغم يتعزز بشعور الانتماء إلى الكيان الأسري الذي يتحول مع الوقت إلى مصدر اعتزاز وتتبلور في ظله الهوية الذاتية التي تمثل واجهة من واجهات الهوية الجماعية.
|