ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







ضرب المسكوكات الاسلامية في العصر الأموي (41 - 132 هـ / 661 - 750م): دراسة تحليلية

المؤلف الرئيسي: النعيمي، سنان عبد يونس (مؤلف)
مؤلفين آخرين: عمر، عمر حاج الزاكي (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2017
موقع: أم درمان
التاريخ الهجري: 1438
الصفحات: 1 - 218
رقم MD: 845267
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
الجامعة: جامعة أم درمان الاسلامية
الكلية: معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي
الدولة: السودان
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

616

حفظ في:
المستخلص: تعد المسكوكات أو العملات جزء لا يتجزأ من الدراسات التاريخية والأثرية لكونها تعد مصدراً موثوقاً حياً تعبر من خلاله لأي عصر من العصور، وإضافة لذلك تعتبر مصدراً أساسياً من الناحية الاقتصادية مما جعل للحضارات والإمبراطوريات السابقة مصدر قوة تسيطر على جميع الدولة الأخرى. فكانت المسكوكات الذهبية تسك في الإمبراطورية البيزنطية أما المسكوكات الفضية فكانت من الإمبراطورية الساسانية. وعند مجيء دين الحرمة ألا وهو الإسلام الحنيف حيث استمر استخدام هذه المسكوكات الذهبية والفضية وبعض من النقود الحميرية، حيث يذكر بأن الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه المسكوكات حيث أنه زوج ابنته فاطمة (رضي الله عنها) للإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) بأربعمائة وثمانين درهما. وإن دل هذا الشيء إنما يدل على أن المسلمين استخدموا هذه المسكوكات ولم يكن اي اعتراض على الرموز الصليبية والأشكال الأدمية التي تزين المسكوكات. وفي زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أمر بإجراء بعض التغييرات على المسكوكات الساسانية حيث أضيف عبارات عربية مثل (بسم الله)، (جيد)، و(بركة) وبذلك يعتبر هو أول من ضرب المسكوكات العربية الفضية والتي عرفت عند المختصين (النقود العربية على طراز الساساني) أو (الدراهم المعربة الساسانية المغفلة). ولم يقتصر الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على الدراهم وحسب بل عمل على ضرب الفلوس النحاسية التي تحمل صورة هرقل ذلك في سنة 17ه‏ وعد أقدم فلس وصل إلينا من زمن الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) واستمرت هذه التغييرات في زمن الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وفي زمن الخليفة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أضيف كلمة (محمد) صلى الله عليه وسلم. لذا فهو يعد أول من ذكر اسم الرسول الي السكة البيزنطينية. وفي سنة 41 ه‏ / 660 ه انتقلت الخلافة من الكوفة إلى دمشق وذلك بإعلان الخلافة الأموية وعاصمتها دمشق في زمن معاوية بن أبي سفيان التي دامت خلافته ما يقارب العشرين عام من الازدهار والانتصارات الحربية.

أما ما يخص بالمسكوكات في زمن معاوية سنة 41 ه‏ حيث أمر بضرب اسمه بالفهلوية (معاوية أمير ورشينكيان) أي معاوية أمير المؤمنين واستمرت هذه العبارات في زمن يزيد بن معاوية (61-64 ه / 680-684م) إلا أنه أضاف بعض العبارات (بسم الله، بسم الله ربي)، (الله ربي العون). وفي زمنهم ظهرت دراهم تعرف بدراهم الثوار في زمن عبد الله بن الزبير التي حملت عبارة (لا حكم إلا الله) ودراهم الخواج ك قطري بن فجأة وغيره الذي وضع شعار الخوارج (لا حكم إلا الله) وفي سنة 57ه/‏ 694م قام الخليفة عبد الملك بن مروان ضرب مسكوكات بدمشق تحمل العبارات (بسم الله لا إله إلا وحده محمد رسول الله) إضافة إلى صورته متقلدا السيف عرف هذا النوع من المسكوكات العربية على طراز الساسان أو بطور الخليفة الواقف. وأقدم درهم معرب وصل إلينا من آرمينيا خاليا من الصور والنقوش تحمل على الوجه سورة الإخلاص وعلى الظهر عبارات التوحيد في سنة 78ه. إضافة لذلك الدينار الذهبي حيث عمل الخليفة عبد الملك في بداية العمر بتجوير شكل الصليب وجعله عمودا قائما وأحاطه بعبارة (بسم الله لا إله إلا الله وحده محمد رسول الله). وفي سنة 77ه ضرب أقدم دينار عربي مسلم خالص من أي تأثيرات أو كتابات أجنبية وهذه تسمى بمرحلة التعريب، وكتب على وجه السكة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وعلى الظهر (الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد). والسبب الذي دفع الخليفة عبد الملك بن مروان بتعريب الدنانير والدراهم هو الخلاف بينه وبين ملك الروم عندما بعث الخليفة عبد الملك بالقراطيس وهي من ورق البردي وكتب له عبارة (قل هو الله أحد) بدلا عن (باسم الأب والابن والروح القدس) فقام ملك الروم بتهديد عبد الملك بهذا الخصوص أما السبب الأخر هو السبب الديني والاقتصادي وذلك لإعداد الدولة لنظام نقدي خاص بها غير تابع لأي دولة هذا ما يمثل الاستقلال السياسي والاقتصادي والسبب الثالث هو منع الغش في الأوزان. علماً بأن تلك الدنانير الأموية لم يدخل فيها اسما بمكان الضرب لأنها كانت تضرب في العاصمة الأموية دمشق، حيث كانت صناعة المسكوكات تمر بمراحل فنية مختلفة مثل الصنجات أو الصنج وهي عبارة عن أقراص صغيرة غالبا ما تكون من الزجاج تضم اسم الخليفة أو الوالي ويثبت على الصنج نوع السكة والوزن، اما السبيكة فمن المعدن الخام التي تضرب منه الدنانير أو الدراهم وكانت تزين تلك المسكوكات بكتابات عربية وزخارف إسلامية بطريقة مهذبة ومنسقة. ومن تلك الأشياء التي ذكرناها مما يخص المسكوكات عامة والمسكوكات الإسلامية الأموية خاصة جاء اختياري لهذا الموضوع يعتبر نقطة البداية للإعلان الاستقلال السياسي والديني للخلافة الأموية عن الإمبراطورية السابقة ويعد أو عصر بدأ فيه تعريب المسكوكات الإسلامية التي زينها بالآيات القرآنية وشهادة التوحيد.

عناصر مشابهة