ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







زراعة الزیتون قورینائیة فى العصر الکلاسیکى

المصدر: مجلة الإتحاد العام للآثاريين العرب
الناشر: الإتحاد العام للآثاريين العرب
المؤلف الرئيسي: عبد ربه، مفتاح عثمان (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Saad, Moftah O. A.
المجلد/العدد: ع10
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
التاريخ الهجري: 1430
الشهر: يناير
الصفحات: 436 - 465
ISSN: 2536-9822
رقم MD: 847830
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

33

حفظ في:
المستخلص: رغم النتائج المهمة التي جاء بها مشروع اليونسكو لمسح الأودية الليبية عن زراعة الزيتون في المنطقة الغربية من ليبيا (تريبولتانيا) ألا أن الجزء الشرقي (قورينائية) لا تزال تحتاج مزيدا من المسح خاصة المناطق الواقعة خارج أسوار المدن. وكما ذكرنا فإن ما كتبه الكتاب الكلاسيكيون عن زراعة الزيتون والعدد الهائل من بقايا معاصر الزيتون المنتشرة داخل إقليم قورينائيه وانتشار شجرة الزيتون في أودية ومرتفعات الجبل الأخضر تؤكد ازدهار زراعة الزيتون وعصره وتصدير زيته، ويذكر لنا سنيسيوس بأن السفن كانت تبحر من مواني الإقليم إلي سوريا ويشرح في رسالة ربما ترجع إلي 406 كيفية شحن الزيت والنبيذ تصديره ، ويبدو أن الإقليم كان مزدهرا جدا حتى القرن الرابع الميلادي حيث قام رجال الدين بالدفاع عن المنطقة فقد لجأ السكان لتحصين مزارعهم وبناء القلاع من أجل اللجوء إليها عندما يحدث خطر والذي كانت تمثله القبائل المحلية وكان للزلزال الذي ضرب الإقليم في ٣٥٦ دور كبير جدا في تدهور وتحولت المزارع التي كانت تحيط بها الأروقة التي بنيت في القرنين الثاني والثالث ميلادي إلي مزارع محصنة تحيطها الأسوار والخنادق كما لعب موقع قورينائية المعزولة بالصحراء والبحر دور كبير في عزلتها. فقد أصبحت تريبولتانيا تابعة للإمبراطورية الغربية وبقيت قورينائية معزولة ويذكر لنا سنيسيوس في رسالة ٥٨ مخاطر الزلازل وموجات الجراد والأوبئة وهجمات القبائل نصف البدوية يشير في الرسائل 165,107,78 إلي تخاذل الإمبراطورية الرومانية في إرسال القوة لحماية الإقليم مما اضطرهم لبناء المزارع المحصنة وتدريب المزارعين للدفاع عن مزارعهم ضد قبائل الصحراء. بعد الفتح الإسلامي هاجر أغلب المسيحيين البيزنطيين من ليبيا ولكن ظل هناك نوع من الاستقرار والاهتمام بالزراعة ويتضح ذلك من خلال كتابات الرحالة والجغرافيين العرب الذين زاروا المنطقة بالإضافة إلى ما تم العثور عليه من بقايا ترجع إلى الفترة الإسلامية المبكرة مثل الحصون والفخار والزجاج في المواقع الأثرية الكلاسيكية. ولكن مجيء قبائل بني هلال وبني سليم والذين كان لثقافتهم الرعوية دور كبير جدا في تغيير نمط الحياة في قورينائية من نمط حضري زراعي مستقر إلي نمط رعوي بدوي غير ستقر أدي بدوره إلي تدهور الزراعة المروية في الإقليم وأصبح عماد الاقتصاد في الإقليم يعتمد على الرعي والزراعة البعلية وأصبحت زراعة الأشجار محصورة في مناطق محدودة جداً، وانعزل الإقليم عن حوض البحر المتوسط وبقى المنفذ الوحيد له الطريق الجنوبي والذي كان حلقت الوصل بين المشرق الإسلامي والمغرب وحيث كانت تمر منه القوافل التجارية والحجاج. ولم تتطور زراعة الزيتون في الإقليم نظرا لعدم استقرار الوضع أثناء الاستعمار الايطالي لان المجاهدين اتخذوا من الأودية والعراقيب مستقرا لهم. ورغم اهتمام الدولة بعد ثورة الفاتح بزراعة الزيتون واعتباره من الزراعات الإستراتيجية واستزرعها الملايين من أشجار الزيتون في المزارع والأراضي الجبلية إلا أن دعم الدولة للسلع التموينية ومنها الزيت أدي إلى إهمال هذه الأشجار نظرا لعدم وجود جدوه اقتصادية لها ولكن من الملاحظ منذ التسعينات من القرن الماضي وبعد زيادة أسعار الزيوت بدا الاهتمام بزراعة الزيتون في جميع إنحاء ليبيا حتى في المناطق الصحراوية سواء من الدولة أو المواطنين حيث أشنت مشاريع زراعية ضخمة في جالوواوجلة والجفرة وسبها ونحن نتوقع زيادة في هذا الاهتمام في الإقليم في السنوات القادمة نظرا للمردود الاقتصادي الجيد له الآن. وأخيرا نحن نعتقد بأن زراعة الزيتون يمكن أن تصبح من أهم دعائم الاقتصاد في الإقليم إذ ما أهتم بها نظرا لقدرة هذه الشجرة على التكيف مع الظروف المناخية لتحملها للعطش ومقاومتها للجفاف ويمكن أن يصبح الإقليم من أشهر المناطق المصدرة لزيت الزيتون إذا ما وجدت إستراتيجية مدروسة جيدا من الدولة كمية زراعة هذه الشجرة.

ISSN: 2536-9822