ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المختلف فيه بين مفسرى السلف فى الجزء الثالث والعشرين : جمعا ودراسة

المؤلف الرئيسي: الفقيه، محمد بن احمد بن على بن عيسى (مؤلف)
مؤلفين آخرين: رحمة، مبارك محمد أحمد (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2017
موقع: أم درمان
التاريخ الهجري: 1438
الصفحات: 1 - 417
رقم MD: 858613
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة ماجستير
الجامعة: جامعة أم درمان الاسلامية
الكلية: معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي
الدولة: السودان
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

70

حفظ في:
المستخلص: أما بعد/ فإن الاشتغال بكتاب الله تعالى عز وجل قراءة وتفسيرا وتدبرا وفهما وعلما وعملا أولى ما أنفقت فيه الأعمار، وأجل ما قضيت فيه الأوقات، وخير ما استثمرت فيه الأيام والسنوات فهو عمدة الملة، وينبوع الحكمة، ودستور الأمة ودواء أسقامها وشفاء ألامها وأوجاعها وهو أعظم الكتب قدرا، وأغزرها فائدة ونفعا، وأروعها حكمة وبيانا، وأوضحها برهانا ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وهُدًى ورَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) يونس. وهو المعجزة الباقية الخالدة، وشرف الأمة وحياتها وعزها ورفعتها، ومجدها وهدايتها وإن كتاب الله أوثق شافع وأغنى غناء واهبا متفضلا وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا والعناية بدراسة القرآن الكريم ومعرفة أسراره وكنوزه من أفضل ما تفنى فيه؟ الأوقات وتقضى فيه الدقائق والساعات، وعلم التفسير من أجل العلوم غاية، وأشرفها منالا وهو أصل كل علم ينبغي العناية به، ولا شك أن فهم مراد الله في كتابه من أسمى المطالب وأجل الغايات، وشرف للعبد أن يسلك طريق أهل التفسير في النيل من كتبهم قراءة وتفهما. وقد قيض الله جل جلاله لكتابه رجالا منذ أن يزغ فجر الإسلام فسخروا حياتهم في حفظه ودراسته وتفسيره، وأفنوا أعمارهم في معرفة معانيه وبيان أسراره وأحكامه واستفرغوا جهدهم في تعلمه وتعليمه والدعوة إليه والعمل به، وكان على رأس هؤلاء الرجال سلفنا الصالح عليهم رضوان الله ورحمته من الصحابة الكرام والتابعين وأتباعهم فالصحابة رضوان الله عليهم نزل القرآن العظيم بلغتهم ولسانهم وقد عاشوا وقائع نزوله وأحداث تنزيله، وكان المصطفى صلوات الله وسلامه عليه بين ظهرانيهم يبين لهم ما أشكل عليهم، ويوضح لهم ما خفي عليهم وهم مع ذلك يبذلون النفس والجهد والوقت في تعلم كتاب ربهم وفهمه والعمل به. وهكذا كان التابعون مع الصحابة وأتباع التابعين مع التابعين. ولذلك كان حريا بنا الوقوف على مسالكهم، والتأمل في تفاسيرهم، والإفادة من استنباطاتهم وأقوالهم، ومن أهم ما ينبغي العناية به في تفاسير السلف الصالح وصرف الاهتمام إليه هو مواضع اختلافهم واتفاقهم، ومواطن نزاعهم وإجماعهم، فالحق لا يخرج عن أقوالهم، والباحث عن الحق لابد له من معرفة خلافهم وإجماعهم والناظر لهذا الجهد العظيم الذي بذله سلفنا الصالح في بيان معاني كلام جل وعلا يلحظ وجود ظاهرة تكاد تكون عامة وشاملة فيه وهي: اختلافهم في تفاسيرهم وفي معالجاتهم للقضايا التي يعرضها القرآن الكريم سواء تعلق الأمر بآيات القصص أو الأحكام أو العبادات أو غيرها بغض النظر عن طبيعة الاختلاف ونوعه ودرجته وطبقته. ولهذا كانت دراسة اختلاف السلف في تفسير القرآن العظيم من أهم المهمات في علم التفسير فهي تتطلب سبر الأقوال، والخوض في مقاصد قائليها، والجمع بينها والترجيح وتحديد نوعية الاختلاف وكيفية التعامل معه، وهذا من شأنه أن ينمي فكر الباحث والدارس ويوسع مداركه، ويوجد عنده ملكة يستطيع بها التمييز بين صحيح الأقوال وسقيمها ومقبولها ومردودها. والناظر لاختلاف السلف في التفسير وأقوالهم من غير معرفة بأساليبهم وطرائقهم في بيان معاني الآيات ربما ينصب خلافا بين أقوالهم أو ينسب إليهم أقوالا لم تثبت عنهم أو يحمل أقوالهم معاني لم يريدوها. ومن هنا كانت معرفة ماهية اختلاف السلف في تفاسيرهم ودراستها دراسة تحليلية لا يقل أهمية عن تفسير القرآن العظيم، ولذلك استعنت بالله جل وعز على المضي في دراسة اختلاف السلف الصالح في التفسير للوقوف على أقوالهم وعباراتهم واختلافهم وكيفية التعامل معها من خلال هذا البحث الذي يحمل هذا الموضوع. (المختلف فيه بين مفسري السلف في الجزء الثالث والعشرين) "جمعا ودراسة"

عناصر مشابهة