المستخلص: |
يعد الإمام نور الدين عبد الرحمن الجامي (ت898ه) المعروف بالملا جامي أحد أعلام الأمة ومن أبرز نحاتها المتأخرين، ويمثل كتابه (الفوائد الضيائية) وهو كتاب في شرح الكافية من أشهر كتب الجامي، فقد أودعه جل ما انتهى إليه علمه من قواعد النحو، واللغة، والشواهد، والعلل، وأقوال العلماء، وهو شاهد على سعة أفقه، وغزارة علمه، ونظرا لما تميز به كتاب (الفوائد الضيائية) من ميزات وأسلوب سهل ميسر فقد كان ذا وقع طيب في نفوس المتعلمين، إذ تسابق الدارسون على شرحه ووضع الحواشي عليه. وقد اتخذ الجامي في شرحه منهجا وسطا بين الكافية لابن الحاجب، وشرح الرضي للكافية إيجازا وإسهابا، فلم يكن شرحه مقتضبا يكتفي بالتعليق الوجيز والملاحظة العابرة دون التوسع كما فعل ابن الحاجب في شرحه، ولا مسهبا مستفيضا في إيراده الآراء والأقوال والمناقشات كما فعل الرضي. ومن خلال عمل موازنة بين شرح الملا جامي والكافية لابن الحاجب نجد الجامي عالما مجتهدا، وناقدا بارعا يوازن بين الآراء فيرجح، ويضعف، ويقبل قسما، ويرد آخر، ويختار ما يراه قويا، ولا يتوانى من الإدلاء برأيه من غير أن يتقيد بعالم من العلماء أو بمذهب من المذاهب، واعتمد الجامي في شرحه للكافية جملة كتب، ومن هذه الكتب ما خصه بكثرة المراجعة والعناية والنقد وهو شرح الرضي الأستراباذي للكافية فقد بدا أثر هذا الكتاب في كثير من مواضع شرحه، إذ تتبع الجامي جل اعتراضات الرضي على كلام ابن الحاجب، وحاول أن يرد على معظم هذه الاعتراضات.
|