المصدر: | شؤون العصر |
---|---|
الناشر: | المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية |
المؤلف الرئيسي: | أبو حميدي، علي بن عبده بن شاكر (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج16, ع43 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
اليمن |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | ديسمبر / ذو الحجة |
الصفحات: | 81 - 110 |
رقم MD: | 873575 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الحمد لله رب العالمين حمدا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. لقد احتوى القرآن الكريم خير الإنسان وصلاحه، وفيه المعرفة الحقة، وهو معجزة الله في أرضه، وهو المعجزة الخالدة. ونجد القران الكريم -كلام الله الذي يتلى في البيت، وفي المدرسة، وفي المسجد- لا تمل رفقته، ويبتغى به رضوان الله، كما أن القرآن الكريم هو الذي تطمئن به القلوب، ويهدى به إلى الصراط المستقيم و هو مائدة الرحمن. وهو يربي السلوك ويهذبه، ويزكي النفس ويعلو بها إلى مراتب الهدى، ولا يكون هذا الأمر إلا بالأخذ بما جاء فيه من آيات بينات واضحات. ولقد استطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم بفضل من لله ومنته-أن يبني خير أمة أخرجت للناس أقلتها الأرض، وأظلتها السماء بالقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ويزداد الإنسان نمواً في شخصيته بالقرآن الكريم في جميع جوانبها العقلية والجسمية والروحية والانفعالية والاجتماعية، ذلك بفضل القرآن الكريم لأنه آت من رب العالمين. والباحث بصدد سورة عظيمة فيها تربية وتزكية لكل فرد من أفراد المجتمع، ومن خلال هذه السورة يتم إيضاح المبادئ التربوية والأمن الفكري في سورة الفاتحة، وهي أول سورة في القرآن الكريم. وسورة الفاتحة كلما تعمق فيها الإنسان وجد الخير العظيم في معانيها وأساليبها الجميلة الجليلة؛ إذ كل آية فيها تعج بالخير، وتتوهج بالنور، وتعين الإنسان على ما ينفعه، وتبعده عما يضره، وهي تزكية له. فالسورة داعية إلى تنشئة أجيال تقوم بأعباء الأمة الإسلامية، تهديها إلى سبيل الحق والرشاد، وإصلاح الحال والمآل، وداعية إلى السعادة الدنيوية والأخروية، وهي تشتمل على المعارف العالية والمطالب السامية، والعلوم الرفيعة التي لا يشرف عليها إلا أصحاب النفوس الزكية والقلوب النقية، والأرواح الطاهرة، والعقول النيرة الصافية التي حباها الله تعالى بنعمة الفهم في الدين، وألهمها قوة الذاكرة، وحسن التأويل، وآتاها نور الحكمة، وشرح صدورها بالهداية والتوفيق إلى أقوم طريق، الذين أراد الله بهم خيراً ففقههم في الدين، ورزقهم الحكمة وفصل الخطاب. إن الراغب في فهم الآيات القرآنية ليجد من كرم الله علينا أنه خفف وسهل أمر التدبر والنظر في كتابه من خلال قوله تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (سورة ص آية 28). ومن خلال قوله (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (سورة القمر آية ١٧) ومن نعمة الله سبحانه وتعالى أن أكرمنا هذه النعمة وهي نعمة تدبر القرآن حتى نستنبط منه ما يعيننا في حياتنا الدنيا لتحقيق الفوز بالجنة في الحياة الآخرة. |
---|