المصدر: | المجلة العربية للدراسات المعلوماتية |
---|---|
الناشر: | معهد الملك سلمان للدراسات والخدمات الاستشارية |
المؤلف الرئيسي: | المدادحة، أحمد نافع (مؤلف) |
مؤلفين آخرين: | السردي، محمد الدبس (م. مشارك) |
المجلد/العدد: | ع2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | يناير |
الصفحات: | 151 - 179 |
ISSN: |
1658-6131 |
رقم MD: | 874283 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن المتتبع لتطور لتعليم في الأردن يدرك بشكل واضح الانتشار المضطرد للجامعات في العقدين الأخيرين الأمر الذي لفت انتباه الباحث إلى التساؤل عن مدى حضور هذه الجامعات ودورها في بناء وتنمية مجتمع المعرفة بأبعاده المختلفة، فكلنا يعلم الدور التقليدي للجامعات في التعليم وتزويد السوق بالمؤهلين في القطاعات المختلفة، ودورها المتمثل في البحث العلمي ( والذي غالبا ما يتم إجراؤه في جامعتنا من اجل الترقية الأكاديمية فقط ) . والباحث يرى أن التركيز على هذين الدورين فقط بات ظاهرة غير مواكبة لدور الجامعات المعاصرة في مجتمعنا، كما انه أدى وللأسف الشديد إلى نوع من ( الاجترار ) في رؤى واستراتيجيات غالبية جامعاتنا المحلية لبعضها البعض، وكأن هذه الجامعات مؤسسات منسلخة عن بيئاتها المحلية ولا تنتمي لمجتمعاتها التي تؤثر فيها وتتأثر بها . وقد اتفقت جميع الدراسات التي توصل الباحث إليه انه مع مطلع القرن الحالي بدأت سمات الاقتصاد وتأخذ شكلا جديدا ضمن سياق التغيرات الاجتماعية والتحولات الاقتصادية المرافقة لظاهرة العولمة وتكنولوجيا الاتصالات، ودخول العالم في مرحلة ما بعد التصنيع، فبعد أن كانت الأرض والعمالة ورأس المال هي العوامل الثلاثة الأساسية في الاقتصاد التقليدي أصبحت المعرفة والإبداع والمعلومات هي العوامل الأساسية الجديدة، وعليه ظهرت مصطلحات جديدة مثل : الاقتصاد المعرفي ( ( knowledge economy والمجتمع المعرفي ( knowledge society ) . وبناء على ما تقدم يمكن القول بان التحولات التي شهدها العالم اليوم خصوصا بعد انبثاق عصر الثورة التكنولوجية الثالثة وانتشار مفاهيم الديمقراطية وتبلور التكتلات الاقتصادية الكبرى لغربي أوروبا وشرقي أسيا وظهور العولمة كلها معطيات تشير الى نشوء مجتمع كوني جديد يطلق عليه مجتمع ما بعد الصناعة أو ما يعرف بمجتمع الموجة الثالثة كما اسماه العالم ( Schwartzman 2000 ). ويتضح للباحث أن مجتمع الموجة الثالثة يعتمد على تنظيم العلم والمعرفة والذي يعتمد أساسا على رأس المال البشري المعتمد على العقل والمعلومة والبحث والتطوير وصناعة الأفكار والمعرفة بل تعتبر المورد الأساسي ( سياسة العلم والتعليم ) وعليه يؤكد الباحث بان المجتمع المعرفة هو المجتمع الذي سيسيطر على المعرفة والمعلوماتية كقوة في العالم، فالذي يمتلك اقتصاد المعرفة والمعلومة هو الأقوى وتستطيع أن يتحكم في العالم (حرب المعلوماتية كقوة ) . يعد التعليم العالي في إي دولة هو المسئول عن حركة التنمية إذ أن تطوير التعليم العالي والتركيز على نوعيته له دور حاسم في نهضة المجتمعات وبشكل خاص في ظل عصر العولمة والمعلوماتية فلا صلاح لأمة دون تطوير التعليم العالي بشكل فعال وحيوي . وقديما قيل أن رقي الجامعات وتطورها لا يقاس بمبانيها وساحاتها وإنما يقاس بأعضاء هيئة التدريس لديها فعضو هيئة التدريس يمثل القلب النابض في الجامعات إذا لا تحيا بدونه ( السيد علي، 2004 ) وقد ارتبط مكانة الجامعة منذ نشأتها الأولى بمكانة أعضاء هيئة التدريس فيها وأصبحت سمعة الجامعة تقاس بارتفاع أداء أعضاء هيئة التدريس وذلك باعتبارهم عماد العملية التربوية وهم الذين يقومون بإجراء البحوث التطويرية بالإضافة إلى عبء التدريس الذي يقع على عاتقهم وإعداد البرامج وتخطيطها وتنفيذها من اجل إعداد جيل الغد الذي يخدم المجتمع والتعليم ( العازمي وآخرون، 2008 ) واعتمادا على ما جاء في الدراسات السابقة التي تمت الإشارة إليها في هذه الدراسة يمكن القول بان الثورة المعلوماتية وما صاحبها من ثروة هائلة في مجال المعرفة والتدفق اللا متناهي للمعلومات وغزارة ما تحتويه الشبكة المعلوماتية ومن حرية الوصول والتداول للمعلومات ومدى استخدام وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة، لتوليد الأفكار وإيجاد المعرفة المعلوماتية، يمكن اعتبار الجامعات مختبرات لتوليد المعرفة وإحداث التطور في بناء مجتمع المعرفة . يتفق الباحثون وفي مختلف تخصصاتهم ودراساتهم المنشورة على أن جامعتنا العربية بشكل عام والأردنية الحكومية بشكل خاص قد استجابت بدرجات بطيئة ومتفاوتة للتقدم التكنولوجي المتسارع في العقود الماضية، حيث ظهرت بعض الجهود لتطويـر التعليـم العالي وذلك بإدخال نظم التعليم، التعليم عن بعد واستخدام وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة في التعليم الجامعي وتطوير تخصصات جديدة تتفق مع حاجات سوق العمل، والتركيز على أن الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بيوت الخبرة (عمار، حامد، 2006 )، ( القطب، سمير، 2008 ) وبناء على ما تقدم وجد الباحث إن هناك حاجة ماسة للإجابة على السؤال الرئيس : كيف تستطيع الجامعات الحكومية في الأردن بناء وتنمية مجتمع المعرفة ؟ وبمعنى أخر ما هو دورها في ظل هذه التغيرات والتطورات باعتبارها أهم محرك أبداعي ومعرفي .... وحاضنة للأدوات المعرفية من مختبرات وفعالية بحثية ومكتبات ومراكز نشر ... وكونها تنتج لمعرفة والخدمات القائمة على المعرفة وتعمل على خلق وتعميم المعرفة والوسائـل التكنولوجية الحديثـة. لذلك فان الدراسة الحالية تركز على معرفة الدور الذي تمارسه الجامعات الحكومية الأردنية كمؤسسات مسئولة عن التعليم العالي في مجالات التنمية المعرفية وذلك من خلال استطلاع رأي عينة من أعضاء هيئة التدريس في جامعة البلقاء التطبيقية من خلال تواجدهم بحرم الجامعة المنتشر في الأردن في إقليم الشمال التنموي، وإقليم الوسط التنموي و إقليم الجنوب التنموي بهدف الوقوف على واقع ونوعية الدور الفعلي الذي تمارسه الجامعات الحكومية في مجالات بناء وتنمية مجتمع المعرفة، في ظل التطور العلمي والتكنولوجيا المعلوماتية لوضع تصورات واقعية لتطوير أداء الجامعات الأردنية وتحديد الصعوبات والعوامل المعيقة لتحقيق التنمية في عصر المعلومات الرقمية الذي اوجد جامعات منتجة، فاعلة، الكترونية افتراضية، تعليم مفتوح، تعلم عن بعد ..........الخ) وعليه يرى الباحث أن هذه الدراسة تسعى لتقديم صورة متكاملة لعملية بناء وتنمية مجتمع المعرفة بهدف الارتقاء بأداء الجامعات الحكومية الأردنية لمسايرة التقدم العلمي وعليه فان البحث الحالي يمثل دراسة وصفية تهدف إلى تحليل واقع دور الجامعات الحكومية الأردنية في بناء وتنمية مجتمع المعرفة للفرد وذلك من خلال المحاولة في الإجابة عن الأسئلة التالية : • ما واقع الدور الذي تمارسه الجامعات الحكومية الأردنية في مجال توليد المعرفة في المجتمع الأردني ؟ • ما واقع الدور الذي تمارسه الجامعات الحكومية الأردنية في مجال تنمية مجتمع المعرفة لدى الأفراد ؟ • ما واقع الدور الذي تمارسه الجامعات الحكومية الأردنية في مجال بناء الفرد واعداه معرفيا ؟ هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تقييم دور الجامعات الحكومية الأردنية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس تعزى لمتغيرات الجنس، التخصص ( نوع الكلية ) إنسانية، علمية، الموقع الجغرافي لتواجد عضو هيئة التدريس في حرم الجامعة ( إقليم الشمال التنموي، الوسط التنموي، والجنوب التنموي ) ولغرض جمع البيانات اللازمة للإجابة على تساؤلات الدراسة تم إتباع المنهج الوصفي التحليلي بالاعتماد على استقراء الأدب التربوي المتعلق بمجتمع المعرفة وأسس بنائها والتفاعل فيها لتحديد أسس ومكونات مجتمع المعرفة وذلك لتطوير استبانه تحدد دور الجامعات الحكومية الأردنية في بناء وتنمية مجتمع المعرفة تكونت في صورتها النهائية من ( 46 ) فقرة موزعة على ثلاثة مجالات مجال توليد المعرفة لدى الإفراد مجال تنمية مجتمع المعرفة لدى الأفراد ومجال إعداد الفرد المتمكن معرفيا بالإضافة إلى لاستبانه، استعان الباحث بعدد أخر من أدوات جمع البيانات كالملاحظة المباشرة لواقع الدور الذي تمارسه الجامعة لكون الباحث عضو هيئة تدريس فيها بالإضافة إلى خبرته العلمية في جامعات أردنية حكومية أخرى، والمقابلات الشخصية مع عدد من الزملاء أعضاء هيئة التدريس في الجامعة . تستمد هذه الدراسة أهميتها كونها من أوائل الدراسات في الأردن التي تبحث في دور الجامعات الحكومية في بناء وتنمية مجتمع المعرفة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس كما أنها ستـزود المهتمين في قطاع التعليم العالي في الأردن بمستوى الدور الذي تلعبه الجامعات الأردنية في مجال التنمية المجتمعية في ضوء متغيرات العصر وذلك لتحديد جوانب القوة والعمل على تعزيزها والتعرف على جوانب الضعف إن كان هناك والعمل على علاجها . وستساهم هذه الدراسة في تحديد اثر متغيرات الجنس، المؤهل العلمي، ونوع الكلية وسنوات الخبرة وموقع التواجد الجغرافي للكلية في مجال بناء وتنمية مجتمع المعرفة . كما يتوقع من خلال الإطار النظري والدراسات السابقة وما ستتوصل إليه الدراسة من النتائج إفادة الباحثين في ولادة بحوث جديدة وإفادة المهتمين في مجال المقارنة بجامعات أخرى وفي دول أخرى تبحث في دور أعضاء هيئة التدريس في ( التنمية المجتمعية المعرفية ) لتطوير أداء الجامعات في الأردن والنهوض بالتنمية المهنية لعضو هيئة التدريس . وانتهت الدراسة بقائمة من المصادر والمراجع ومجموعة من النتائج والتوصيات والاقتراحات المنبثقة من معرفة الوضع الراهن لدور الجامعات الأردنية الحكومية من اجل وضع تصور أفضل لتطوير الأداء في المستقبل وتشخيص أوجه القصور ونقاط الضعف والقوة في مجال بناء وتنمية مجتمع المعرفة . ولفت انتباه الزملاء الباحثين إلى إننا أمس الحاجة إلى مثل هذه الدراسات والبحوث النظرية والتطبيقية في ظل عصر الرقمنة والانفجار المعرفي. |
---|---|
ISSN: |
1658-6131 |