ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







يجب تسجيل الدخول أولا

مشكلة العنف الأسري في المجتمع العربي الراهن

المصدر: المجلة العربية للدراسات الأمنية
الناشر: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
المؤلف الرئيسي: اللحام، أحمد عبدالعزيز الأصفر (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Al-Laham, Ahmad Abdulaziz Al-Asfar
المجلد/العدد: مج 27, ع 52
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2010
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 185 - 222
ISSN: 1319-1241
رقم MD: 87701
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

560

حفظ في:
المستخلص: تشير دراسات عربية عديدة إلى أن مشكلة العنف الأسري باتت واحدة من المشاكل العديدة التي تنتشر بقوة في الاوساط الاجتماعية المختلفة، بأشكال عديدة وبمستويات متباينة، لا سيما وأن مفهوم العنف كما هو محدد في أدبيات العلوم الاجتماعية واسع بما فيه الكفاية ليشمل العديد من أشكال السلوك التأديبي والتوجيهي للأبناء، مع أن انتشار أشكال العنف المباشر (غير التأديبي أو غير التوجيهي) واسعة الانتشار أيضاً، فالعديد من الدراسات العربية التي أجريت في كل من سوريا ومصر والاردن والسعودية واليمن والإمارات العربية والجزائر والمغرب وليبيا وغيرها تدل على أن حجم المشكلة ليس يسيرا ويتطلب المزيد من التحليل والرصد. ويأخذ العنف أشكالا عديدة، ويقع في مستويات مختلفة، فمن أشكاله: العنف الثقافي الذي ينطوي على تسويغ العدوان، والدفاع عنه، والعنف الاجتماعي، التي يقوم على ممارسة السلطة من وجوه غير قانونية. والعنف السياسي، والعنف الاقتصادي. أما مستوياته فتبدأ من العنف الفردي، إلى العنف على مستوى الأسرة، ثم الجماعة الاجتماعية في الحي، ومجالات العمل، وعلى مستوى المؤسسات والمجتمع المحلي، وحتى على نطاق أوسع، يمتد إلى الدولة نفسها التي تسوغ العنف ضد مواطنيها في كثير من الحالات، وضد غيرها من البلدان. ويبدو أن مستوى العنف في المجتمع ككل يظهر عندما يصبح عنصرا أساسيا من عناصر الثقافة. والعنف الأسري هو واحد من العديد من مظاهر العنف التي يمارسها البشر، ويدل على تراجع القيم الأخلاقية والإنسانية في شخصية الفرد، مع أن هذه الظاهرة تختلف من حيث الحجم والشكل من مجتمع لآخر، وبين آن وآخر في المجتمع نفسه، وتجدر الإشارة إلى أن مشكلة العنف الأسري تصبح أكثر وضوحا مع انتشار ضعف بنية العلاقات الاجتماعية، على المستوى الكلي للمجتمع، وعلى مستوى الأسرة، ومع انتشار ضعف المساواة في الحقوق والواجبات بين الأفراد ضمن العائلة الواحدة، وعدم التكامل في الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل فرد داخل الأسرة نفسها. وتأتي أهمية البحث على المستوى التحليلي من التفسيرات العلمية التي قدمت لظاهرة العنف. فالرأي القائل بأن العنف هو خاصية الثقافة في هذا المجتمع أو ذاك، على سبيل المثال، يفتقر إلى الدقة العلمية لأنه ينظر إلى الثقافة باعتبارها حقيقة ثابتة، وأحكاماً ثابتة في أوقات مختلفة، فقد بات من المعروف أن الثقافة مستقرة نسبيا في المجتمع، ولكنها عرضة للتغيير مع مرور فترات زمنية تطول أو تقصر تبعاً لخصوصية المكونات الداخلية من جهة، ولخصوصية التحديات الخارجية المحيطة بها من جهة أخرى. وتترافق في بعض الأحيان العادات الاجتماعية المتخلفة مع العنف الأسري، لكنها نتاج العوامل التي أدت إلى تشكيل ظاهرة العنف داخل الأسرة، ولهذا فإنها ليست من أسبابها، وقد ترتبط ظاهرة العنف الأسري أيضا مع العديد من المشاكل الأسرية، أو العديد من المشاكل في نظام التعليم ولكن ظاهرة العنف الأسري ليس نتاجا لهذه العوامل بالضرورة، ويقال الشيء نفسه بالنسبة للأبعاد الأخرى التي قد تترافق مع هذه الظاهرة، ولكن ليست من العوامل المسببة لها بالضرورة، لأنها هي نتاج العوامل نفسها التي أدت إلى انتشار ظاهرة العنف الأسري. وتنتشر في سياق التفسيرات الاجتماعية نظريات عديدة لتفسير الانحراف بصورة عامة، والعنف الأسري بصفة خاصة من خلال العوامل الاجتماعية والقيم الثقافية التي تدفع الأفراد إلى ممارسة العنف ضد أقرب الناس إليهم، ومن هذه النظريات الاجتماعية: نظريات التفكك الاجتماعي، ونظرية التعلم الاجتماعي، ونظرية الضبط الاجتماعي، ونظرية تفكك القيم، وغيرها من النظريات. أما نظرية الضبط الاجتماعي فهي نظرية لتفسير السلوك المنحرف بشكل عام، والسلوك العنيف بشكل خاص، فإذا كان الشخص غير قادر على تحقيق تطلعاته من خلال الوسائل المشروعة، ويشعر بالاضطراب والقلق، وهو تحت تأثير المشاكل التي يواجهها، يندفع في كثير من الحالات إلى ممارسة العنف ضد أفراد الأسرة التي ينتمي إليها. وتفسر نظرية التفكك الاجتماعي أشكال العنف بتفكك الروابط الاجتماعية، ذلك أن الإنسان اجتماعي بطبعه، ولهذا لا يستطيع العيش بدون علاقات اجتماعية مع الآخرين، ولهذا ترتبط مشاعره وأحاسيسه بأشكال العلاقات المتبادلة التي يقيمها مع غيره، فإذا كانت ارتباطاته بهم في حالة مستقرة، جاءت مشاعره وأحاسيسه مستقرة واجتماعية أيضاً، أما إذا كانت ارتباطاته بهم ضعيفة، تأتي مشاعره وأحاسيسه عدائية، إن مظاهر العنف على هذا النحو تزداد عندما تصبح العلاقات التي يقيمها مع الآخرين ضعيفة، مما يجعل اتجاهات الأفراد نحو العنف قوية جداً. في الاتجاه الثالث، نظرية التحليل الوظيفي للعنف، وهي نظرية تأخذ بدراسة العنف الأسري بوصفه شكلا من أشكال الفعل الاجتماعي الخاضعة لطبيعة الظروف الإنسانية المختلفة، ومنظومة الفعل الاجتماعي تتكون من أربعة نظم فرعية: هي المنظومة العضوية، والمنظومة الشخصية، والمنظومة الاجتماعية، والمنظومة الثقافية. والمنظومة في مكوناتها الأربعة تقع بين حدين أساسيين هما الحقيقة المطلقة من جهة، والواقع المادي من جهة أخرى، فإذا كانت المبادئ التوجيهية والمشاعر للأفراد تحت تأثير المنظومة العضوية، تظهر أعمالهم من خلال العنف، أما إذا كان مشاعرهم وأحاسيسهم تحت تأثير الثقافة والقيم المطلقة، فإن السلوك الإنساني يظهر من خلال مظاهر التعاون والتماسك الاجتماعيين.

ISSN: 1319-1241

عناصر مشابهة