المستخلص: |
كانت - وما تزال - قضية ظهور المحراب بالمسجد في دار الإسلام مسار جدل عميق في أوساط المتخصصين والدارسين قديما وحديثا، سواء أكان ذلك على المستوى الاستشراقي الغربي، أو الإسلامي العربي، وذلك نابع - بلا شك - من أهمية هذا العنصر المعماري في عمارة المسجد ، الأمر الذي ترتب عليه وجود عديد من النظريات التي حاولت تأصيل ذلك العنصر، وتفسير عوامل ظهوره بطرق وأساليب شتي، كل منهم يحاول أن يدلي بدلوه للوقوف على حقيقة المسألة. من خلال الاطلاع على كتب التراث الفقهي بالمقام الأول، إلى جانب كتب التاريخ والأخبار، والوقوف أيضا على بعض نتائج الحفريات الآثارية الحديثة، آن توفر رصيد لا بأس به من الأدلة والشواهد التي دفعت إلى إعادة طرح المسألة من جديد، وعرضها عرضا منهجيا في محاولة للوصول إلى أصلى هذه القضية التي خاض فيها الكثيرون، دون أن يكون لديهم قود يمكن الاطمئنان به والاستقرار عليه، الأمر الذي حاولت معالجته في هذه الدراسة ، بعد إعادة النظر مرة أخرى لتلك الأدلة المصدرية وقراءتها قراءة جديدة، مدعومة في ذلك بكثير من الحجج النقلية والعقلية، روم الوصول إلى حقيقة الأمر أو مقاربته على اقل تقدير، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.
|