المستخلص: |
سلط المقال الضوء على منكرات السوق وأحكامها في تلمسان الزيانية من خلال كتاب تحفة الناظر وغنية الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر لمحمد العقباني التلمساني المتوّفى سنة 871 ه/ 1467 م. فيعد كتاب محمد العقباني أشهر وأول تأليف في هذا المجال بالمغرب الإسلامي وذلك باعتباره شاهد عيان لعصره وبيئته فقد تطرق في كتابه إلى قضايا أخلاقية واجتماعية تتعلق بالآداب العامة في الشوارع والطرقات وخروج النساء من بيوتهن وقضايا اقتصادية مرتبطة بمعاملات وأحكام الأسواق من بيع وشراء وتسعير واحتكار وربا وقضايا أخرى مرتبطة بأهل الذمة. وأشار المقال إلى صاحب الكتاب الذي عُرف بسعة الاطلاع وغزارة العلم وكان فقيهاً وادبياً ذا قلم رفيع وبسبب شهرته وثقافته الواسعة ودهائه استدعاه السلطان الزياتي وكلفه بمهمة دبلوماسية إلى تونس إلا أن المصادر المغربية تذكر بأن العقباني فشل في تحسين العلاقة السياسية بين الدولة الزيانية وبني حفص. وأوضح المقال مضمون الكتاب فقد اشتمل الكتاب على ثمانية أبواب ارتبطت بنظام الرقابة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بطريقة تجعلها في إطار قواعد الشرع الإسلامي وفي نطاق المصلحة العامة للمجتمع، كما أوضح منكرات السوق وهم الغش في المطعومات والملبوس وفي الدرهم والدنانير وكذلك الاحتكار والربا والتطفيف لأنها لا تمس التاجر فقط بل تمس عامة الناس في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومدخولهم فقد حرمها الله تعالي ورسوله ﷺ قبل أن يحرمها ويحاربها الفقهاء والعلماء. واختتم المقال بالتوصل إلى عدة نتائج منها أن نفس المنكرات التي عاشت بها تلمسان في عصر المؤلف كانت منتشرة في بقية بلاد المغرب الاسلامي في القرنين الثاني والثالث الهجريين وذكر ذلك مؤلف أحكام السوق ليحيى بن عمر والذي استعان به مؤلفنا في إبداء آرائه وإصدار أحكامه. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|