المستخلص: |
أن العداء بين الإمبراطوريتين الشرقية المتمثلة بالدولة الفرثية ثم الساسانية والإمبراطورية الغربية المتمثلة بالدولة الرومانية ثم البيزنطية الذي استمر قرابة ستة قرون (92 ق.م – 628م) هو عداء قديم ومتوارث له أسباب عدة منها: أسباب سياسية وأسباب اقتصادية وأخرى دينية، وعلى الرغم من ذلك العداء إلا أن هذا لا يعني أنه لم تكن هناك مدة من السلام عاش فيها الطرفين في حالة الهدوء والوئام سواء كان ذلك في عهد الدولتين الفرثية – الرومانية، ثم في عهد الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية، ففي عهد الدولتين الفرثية – الرومانية ظهر لنا من استقراء الأحداث أن السبب الذي دفع كلا الطرفين إلى إيجاد حالة من التعايش السلمي هو رغبة كل منهما تأمين جانب الطرف الآخر واتقاء شره والحيلولة دون إقامة ذلك الطرف بأي تحالف مشترك مع أي عدو آخر قد يهدد مصالح كل منهما في الشرق، والسبب الآخر الذي دفع الرومان إلى إقامة علاقات ودية مع الفرثيين ولاسيما علاقة المصاهرة التي نجدها تتكرر أكثر من مرة أنهم أرادوا من ذلك الزوج أضعاف وتقويض الدولة الفرثية من الداخل. والسبب الثالث الذي دفع ملوك وأباطرة كلا الجانبين ولاسيما الضعفاء منهم إلى مناشدة صداقة هو إهمالهم النواحي الحربية، وإرباك الوضع الداخلي أو انشغالها بمشاكل خارجية مع جهة أخرى وعدو آخر، ومهما يكن الأمر فإن العلاقات السلمية التي قامت بين كلا الإمبراطوريتين في فترات ما لم يضع حداً للعلاقات العدائية بينهما والتي استمرت لمدة أربعة قرون أخرى (226 – 628م) وراثة ذلك العداء الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية. ومن خلال تتبعنا للمسيرة التاريخية لذلك العداء وجدنا بين ثناياه ما يشير إلى أن الملوك الساسانيين أظهروا تسامحاً واحتراماً للشعوب الأجنبية ومعتقداتها، بل أن إسكان الأسرى في الأراضي الساسانية كان نصراً ثقافياً للمدنية الفارسية، ولا سيما في مجال البناء وفي الجوانب الفنية والمعمارية والعلمية أيضاً ولم تقتصر ظاهرة التعايش السلمي بين الإمبراطوريتين على مسألة إسكان الأسرى والتسامح الديني بل كان بين الدولتين نوع من التعاون والدفاع المشترك في حماية المعابر القفقاسية من خطر القبائل البربرية التي تهدد حدود كلا الإمبراطوريتين، كما نجد في تاريخ تلك العلاقات العدائية ما يشير إلى حدوث نوع من المودة والصداقة بين الطرفين فكلاهما كان يستعين بمساعدة الأخر له عندما تواجهه مشاكل داخلية تهدد عرشه.
As a matter of fact the hostility between the Eastern and Western Empires (92B.C-628A.D.) which lasted nearly six centuries was an old and inherited for many reasons including: economic, political and religious reasons. In spite of this hostility, but that does not mean that there was not a period of peace where both parties lived in a state of calm and harmony, whether it was in the era of Alfarthyh-Romania, or in the era of Sasanian-Byzantine Empires. It seems noticeable that the reason why both sides had created a state of peaceful coexistence is the desire of both of them was the insurance of each other and the prevention of establishment of this side by any combined alliance with any enemy which could threaten the interests of both of them in the east. The second reason why Romans wanted to establish friendly relations with Farthians and in particular affinity relationship that repeated many times, that is they wanted to weaken and undermine Alfarthyh from the inside. The third reason which prompted the kings and emperors of both sides, especially those who are weak to appeal relation was they neglected aspects of war, and confuse the internal situation. In addition, they were busy in external problems with the another side and enemy. However, the peaceful relations that have existed between both empires continued for other four centuries. It is important to mention that from tracing of historical background and dig deep one can discover that that hostility between these empires indicates that Sasanian kings showed tolerance and respect for believes of foreign people. In fact, settlement of captives and prisoners in Sasanian lands was cultural victory for Persian, especially in the construction, technical, architectural and scientific aspects as well. The peaceful coexistence between empires did not concentrate only on the settlement of captives and prisoners in Sasanian lands, but also there was a type of cooperation and protection of the crossings from Berber tribes that threaten the borders of both empires. Although that hostility between two sides but there was respect and friendly relations between both of them especially, in their aids against any matters that threatens the kingdom.
|