المستخلص: |
نستخلص عموما من هذه الدراسة بأن الاحتفالات الخاصة بتنصيب الملوك في إفريقيا جنوب الصحراء والمراسيم والطقوس المحاطة بها ما هي إلا تعبير عن معتقدات تضرب بجذور العقل الإفريقي عميقا، وأن هذه المعتقدات التي بقيت راسخة حتى بعد انتشار الإسلام كانت مرتبطة أشد الارتباط بعالمي الأحياء والأموات بنفس الدرجة على اعتبار أن نهاية شخص أو عهد أو حقبة هو إيذان ببداية عهد جديد، وهذا نفس الاعتقاد الموجود عند المسلمين عندما نجد الآية الكريمة تقول (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ) (69). كما كانت هذه المراسيم تحمل دلائل سياسية غاية في الأهمية يسعى الحاكم الجديد من خلالها إلى كسب الدعم والشرعية لشخصه ولأسرته، كما يسعى إلى ضبط أسس الملك ومعاييره من خلال إبراز أهمية بعض المبادئ الأساسية في استمرار الدولة وقوتها مثل الصبر والعمل والانضباط من جهة أخرى. وبالتالي فإن هذه المراسيم والطقوس لم تكن مجرد فلكلور شعبي يعكس ثقافة هذا الشعب، وإنما مثلت ركيزة من ركائز استمرار الدول والممالك الإفريقية وميثاق ومرجعية للشعوب التي ارتبط مصيرها في العيش في كنف نفس الدولة، مهما كانت معتقداتهم الدينية.
|