المستخلص: |
تعتبر أفريقيا من بين القارات الغنية بالموارد الطبيعية والبشرية المهمة للنمو الاقتصادي، لكن استغلال هذه الموارد لم ينعكس على الاقتصاد الإفريقي ايجابيا، وخاصة في قطاع الصناعة، الذي تمثلت في بعض الصناعات الصغرى الاستهلاكية، وبعض الصناعات التجميعية والاستخراجية للمواد الخام، وذلك لغرض إعدادها للتصدير، كما أن الشركات الأجنبية لم تسهم في تنمية وتطور الصناعة في القارة بالشكل الذي أسهمت فيه باستغلال هذه الثروات مباشرة، وذلك باستخراجها ونقلها إلى مصانعها في بلدانها، لتعود إلى القارة على شكل سلع متنوعة بأضعاف أثمان خاماتها. وعليه فقد بقت معظم دول القارة مرتبطة ومكبلة بالاتفاقيات مع هذه الشركات، الآمر الذي لم يمكنها من تحسين وتنمية وتطوير اقتصادها وذلك بالاستغلال الأمثل لمواردها، والتغلب على العوائق الطبيعية والبشرية داخلية كانت أم خارجية، مما أدى إلى زيادة تخلف القارة اقتصاديا، وتطور الفقر والمرض والجهل والبطالة، مما دعا الكثير من سكان القارة إلى تكبد المشاق ومحاولات الهجرة المتكررة عبر الصحاري والبحار للبحث عن مواطن الرزق، وكل ذلك نتيجة عدم الاهتمام بالتنمية الصناعية بالشكل المطلوب داخل القارة، الناتج عن ضعف الإمكانات التقنية ورأس المال المناسب لاستغلال هذه الثروات.
|