المستخلص: |
سلط المقال الضوء على النظرية والعقلانية والتاريخ عند إلياس مرقص. فقد كانت الموضوعات التي خاض فيها متعددة ومتشابكة وكانت مستوياتها المعرفية تجمع بين المقاربة السياسية المباشرة وجملة من المبادئ المتصلة بالفلسفة السياسية أي تجمع بين مجال السجال السياسي الظرفي ومجال التنظير السياسي المغرق في التجريد والدقة المنطقية، كما يمكن إضافة إلى عمله السياسي مساهماته العديدة في العمل الثقافي العربي وأصدر مجلات كما ساهم في تحرير العديد من المجلات الأمر الذي مكنه من الجمع بين العمل السياسي والعمل الثقافي. وأوضح المقال أن الجهود الفكرية التي تم بلورتها في مؤلفاته النظرية شكلت مساهمات نظرية تجاوزت الإرث الفلسفي العربي فلم تكتف بعرض وتقديم بعض تيارات الفلسفة الغربية أو إعادة قراءة المنتوج الفلسفي التراثي وهما التقليدان السائدان في الكتابة الفلسفية العربية المعاصرة قدر ما سعت إلى التفكير في القضايا الفلسفية بناء على أسئلة الحاضر العربي. تناول المقال التأخر والتقدم التاريخي فقد أدرك إلياس أن المطلب القومي المصحوب بوعي اجتماعي تاريخي والمستوعب في الآن نفسه لأهم منجزات درس تاريخ الفلسفة ويُعد مطلباً مركزياً في الحاضر العربي كما أنه كان رافضاً لمبدأ نسخ النماذج وتقليدها في مجالي السياسة والتاريخ وكذلك تناول سمات الكتابة المرقصية ومنها رفضه لصنمية النماذج في المعرفة والسياسة أما في مجال محاورته للنظرية الماركسية فجهوده تميزت بنفوره من النزعة الوثوقية وكل نزعة تتجه إلى تحويل الماركسية إلى عقيدة جامدة. خلص المقال إلى أن مرقص ألتزم بأهم مبادئ الفلسفة الماركسية وبالدفاع عن الوحدة العربية الاشتراكية إلا أن هذا الالتزام تغذي بروح لا تستكين للأفكار الجاهزة قدر ما تغامر بمحاولات متواصلة في إعادة بناء الفكر ومؤمنة قبل أي شيء بالقيمة العليا للفكر والتاريخ. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|