المصدر: | التقرير الاستراتيجي الخامس عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة وصعود اليمين المتطرف في الغرب |
---|---|
الناشر: | مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة |
المؤلف الرئيسي: | التركي، عبدالعزيز (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2018
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الرياض |
رقم المؤتمر: | 15 |
الهيئة المسؤولة: | مجلة البيان والمركز العربى للدراسات الإنسانية بالقاهرة |
التاريخ الهجري: | 1439 |
الصفحات: | 67 - 83 |
رقم MD: | 917101 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إذا كانت العصبية تعني التحيز غير المبرر لجنس أو عرق أو لون، أو فكر أو مذهب؛ فإن من أسوا أشكالها التمييز بين البشر بما هو خارج عن نطاق اختيارهم، بحيث يعتقد صنف من البشر أن لهم تميزا وتفضيلا على الآخرين بشيء ذي علاقة بنقاء وبقاء ورقي العرق الذي ينحدرون منه، أو الأصل الذي يرجعون إليه. وقد تنوعت صور التعصب للأيديولوجيات المعاصرة، فأفرز ذلك خلال القرن الماضي ظواهر مرضية على مستوى دولي، كانت عدواها تتنقل، وفتنها تتناسخ، حتى وقع صدام الأيديولوجيات في الحرب العالمية الثانية؛ بسبب عنصرية الألمان الذين رفعوا شعار تفوق العنصر (الآري)، وأوجدوا لبناء مجده المزعوم أيديولوجية خاصة هي (النازية) التي تدعو إلى سيادة ذلك الجنس الآري على جميع البشر. وهناك مثال آخر اصرح وأصرخ في عنصريته المتعصبة إلى حد الجنون، وهو ما عرف في وقت مبكر من القرن العشرين بالعقيدة الصهيونية، التي قامت على أسس من الاستعلاء المزدوج - الديني والعرقي-؛ فادعى اليهود من خلاله التميز الديني المعروف عنهم منذ القدم، ونشأت بذلك الأيديولوجية (الصهيونية) التي وجدت من ينافسها في دعوى التفوق والاختيار باسم النازية. وفي العقود القليلة الماضية انتشرت ظاهرة صعود اليمين المتطرف في أوروبا، وازداد هذا الصعود بعد سقوط الشيوعية، وانعكس في السياسات الرسمية والمناهج الاقتصادية والاجتماعية؛ وأوجد مناخا عاما اتصف بالتشدد الرأسمالي، الذي نشأ عقب انحسار ظاهرة التطرف اليساري، واتسم التطرف اليميني في أوروبا بالعداء وممارسة أعمال العنف الصادرة ضد الأجانب عموما والمسلمين خصوصا، وهذه الظاهرة الجديدة فرضت نفسها على تطور الخارطة الحزبية الأوروبية. واليوم تقوم إيران بدور بارز في إجهاض انتفاضات الشعوب العربية السنية المستضعفة ضد أنظمة المستبدين بعد الثورات العربية، في تحالف مشرك بين الروس وأحفاد المجوس مرة، مثلما هو حادث في سوريا ولبنان، وفي تواطؤ مكشوف مع أمريكا التي يدعونها لليوم (الشيطان الأكبر)، وذلك في كل أفغانستان والعراق واليمن. وبصفة عامة؛ فلا ينتظر توقف ظواهر التطرف والتطرف المضاد، ما لم يوجد نظام دولي عادل، يجعل إنسانية الإنسان وكرامته إحدى ركائزه ودعائمه، وهو ما لن يتحقق إلا بزوال هيمنة أصحاب الأيديولوجيات القائمة على تخطي آدمية بني آدم، الذين كرمهم الله وحملهم في البر والبحر وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا. |
---|