المستخلص: |
ينقسم متعلمو اللغة العربية من غير الناطقين بها في الجامعات التركية إلى أربعة أقسام، القسم الأول: الطلاب الذين يدرسون في قسم اللغة العربية وآداها. القسم الثاني: الطلاب الذين يدرسون في قسم تعليم اللغة العربية، أي كلية التربية والتعليم. القسم الثالث: الطلاب الذين يدرسون في قسم الترجمة، القسم الرابع: الطلاب الذين يدرسون في قسم الشريعة. أما القسم الأول فتبدو الفجوة كبيرة بينه وبين اللغة العربية؛ وذلك أن الطالب في أثناء مسيرته التعليمية تنقصه متطلبات كثيرة، فعلى سبيل المثال: غالبية الطلاب الذين يدرسون في هذا القسم لا يمرون بسنة تحضيرية تجهزهم للدخول إلى عوالم الأدب، هذا من ناحية، وفي المقابل سيحتاج الطالب فيما بعد إلى مهارة المحادثة والكلام، فمعلمو هذا القسم منشغلون بتوصيل المادة الأدبية بلغتهم الأم، ويبتعدون عن اللغة العربية، وهذا يؤدي إلى اتساع الفحوة بين الشكل الخارجي للغة وروحها ومضمونها الحقيقي، وسوف أناقش نقاطا عدة تخص طلاب هذا القسم. أما طلاب قسم تعليم اللغة العربية فيبدون على النقيض تماما، فهم يهتمون باللغة العربية بشكلها التعليمي مبتعدين في ذلك عن آدابها والعناصر الثقافية المكونة، وما يلفت النظر أن بعض كليات الشريعة الإسلامية بدأت تستعين بمنهج هذا القسم لتدريس طلابها سنة تحضيرية، مع فارق يسير هو أن المفردات تكتسي ثوبا إسلاميا، وهنا تبدو المفارقة، فالطلاب يتعلمون من اللغة العربية المفردات والمصطلحات الدينية فقط، وتموت لغة الصحافة ولغة المجتمع، وسوف أناقش هنا بعض النقاط السلبية والإيجابية. والقسم الأخير هو قسم الترجمة، وطلاب هذا القسم ينتمون إلى طريقة القواعد والترجمة التي سادت مدة من الزمن، وكان لها سلبيات كثيرة، فهذا القسم يكرر هذه السلبيات دون أن يأخذ بالمستجدات الحديثة التي طرأت في عملية تعليم اللغة العربية، وهذا ينعكس على الطالب وحاجاته اللغوية، وتتباين لديه الفروق بين المهارات الأساسية للغة، وسأنهي البحث ببعض المقترحات والحلول التي أرجو أن تساعد في إكمال الصورة الناقصة. والهدف من هذا البحث هو التعرف على أهم حاجات الطالب اللغوية والمهاراتية خلال مسيرته التعليمية، وإيجاد الحلول المناسبة لهذه الحاجات، وسأقوم باتباع المنهج التحليلي في ذلك.
|