المستخلص: |
ارتبطت اللغة بالإنسان ارتباطاً قوياً منذ أن عرف الإنسان نفسه على هذه الأرض، فهي القناة التي يعبر الإنسان من خلالها عن مقاصده ومشاعره وانفعالاته، ولا شك أن اللغات تتأثر بالاتجاهات والعوامل النفسية التي تعتور الإنسان، فاللغة من أبرز مظاهر السلوك الإنساني، لذلك تخضع لجملة من العوامل النفسية التي تطرأ على السلوك؛ لأن اللغة هوية الإنسان، والإنسان كائن تحركه مجموعة من العوامل النفسية، وإن نتيجة هذا التأثير تنعكس على أنظمة اللغة ومستوياتها كلها. فاللغة مرآة تعكس مشاعر الإنسان وانفعالاته واتجاهاته النفسية الأخرى، فإذا تأثر الإنسان من أي شيء نفسياً فإن صدى ذلك الشيء يتردد في لغته، لذلك تعد اللغات أصدق سجل لحفظ عادات الأمم وتقاليدها واتجاهات تفكيرها. فالتطور الثقافي والاجتماعي وما ينتاب الإنسان من مشاعر عاطفية واتجاهات نفسية كل هذه العوامل مجتمعة تنعكس على اللغة، وتسهم بطريقة أو بأخرى في إحداث تغيير فيها. لذا قد تكون الناحية النفسية للإنسان سبباً في تغير دلالات الألفاظ. ومن هنا ينطلق دور هذه الدراسة في رصد الألفاظ التي تغيرت دلالتها بسبب العامل النفسي، أو الناحية النفسية للإنسان؛ لأن اللغة مثلما يقول (سوسير) لها جانبان، الأول: جانب عضوي، يتمثل في حركات أعضاء النطق في أثناء عميلة الكلام (articulatory movements). والثاني: نفسي، يتمثل في الانطباعات النفسية التي تصاحب عملية الكلام (auditory imperession). ومن الخطأ أن يقتصر اللغوي في عمله على جانب واحد من هذين الجانيين. فما دامت اللغة مرتبطة بالإنسان فإنها خاضعة لما يخضع له الإنسان من عوامل نفسية، تتمثل في ميل الإنسان إلى المبالغة والتأكيد في كلامه، والميل إلى تقريب بعض الألفاظ وأبعاد البعض الآخر، والتفاؤل من ذكر بعض الألفاظ التي ترتبط بالخير، والتشاؤم من البعض الآخر التي ترتبط بالشر. ومن هنا تبوأت الدراسات التي تسلط الضوء على اللغة بمكانة متميزة لدى الباحثين، وبخاصة تلك التي تبحث في المستوى الدلالي؛ لأن من شأنها أن تميط اللثام عن قضية تتعلق بنفسية الأنسان، أو صورة من صور تفكيره، أو منحى آخر من مناحي حياته المتنوعة؛ وذلك في أثناء بحثها لمعاني المفردات والتراكيب التي لا تتضح مباشرة؛ لأن اللغة قد تتخذ وسائل وآليات متنوعة في أحايين كثيرة لتحقيق أهدافه. ومن الجدير بالإشارة أن هذه الدراسة قد رصدت أثر الناحية النفسية للإنسان التي انفردت بدور مهم في تغير المعنى- في مجالات ثلاثة في اللغة العربية، وهي: 1- في مجال اللامساس (Taboo). 2- في مجال الأضداد (Antonymy). 3- في مجال المبالغة (Hyperbole).
Languages are influenced by the trends and psychological factors which humans undergo. Language is considered a prominent characteristic of human behavior for language is regarded the identity of a person. Language is a mirror which reflects the feelings of a person and his / her psychological orientations. A psychological state usually leaves its impact on the language which a person speaks. Because of this, language is deemed the true record of peoples habits and traditions. The psychological state of a person plays an important role in charging the semantics of his / her linguistic expressions. In connection with this, the present study investigates the linguistic expressions which have changed due to psychological factors. As is known, language has no facets. One is articulatory, which refers to the production of speech sounds. The other is auditory, which refers to the reception of speech sounds. Specially, the present study sheds light on the psychological state of a person, which plays a role in changing the meaning of the linguistic expressions used during the production of Arabic in three spheres: - Concerning taboo, the speaker tends to use indirect expressions instead of direct ones in talking about sex. - Relating to antonymy, the speaker tends to use optimistic expressions instead of pessimistic ones in talking about a blind man in the hope of regaining his sight. Referring to hyperbole, the speaker tends to use exaggeration in describing things, e-g. saying: "waiting for you for one year" instead of saying waiting for your for one hour!!
|