المستخلص: |
يعد مسجد الهرميل بقرية محلة مرحوم مركز طنطا بمحافظة الغربية الذي أنشأه المرحوم محمد الهرميل سنة 1328 ه/ 1910م كما ورد في النص التأسيسي على جانب كبير من الأهمية؛ لأنه يمثل في تخطيطه مزيجا ما بين الطراز الوافد في عمارة المساجد في العصر العثماني والطراز المحلي حيث يتكون المسجد من بيت الصلاة والحرم، لكن تخطيط بيت الصلاة جاء وفق تخطيط الطراز المحلي، فهو عبارة عن مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين من عقود نصف دائرية تسير موازية لجدار القبلة يتوسط الرواق الأوسط منها منطقة وسطى مربعة محددة بواسطة أربعة أعمدة رخامية مثمنة يغطيها شخشيخة مثمنة الشكل بدائرها نوافذ للتهوية والإنارة يعلوها قبة. وإذا كان موقع الحرم في تخطيط الطراز الوافد يأتي على محور بيت الصلاة وعلى امتداده، فقد جاء في تخطيط هذا المسجد في الناحية الجنوبية الغربية. كما ترجع أهمية هذا المسجد إلى أنه جمع بين طرز عمارة وفنون دولة المماليك الذي شهد عصر عباس حلمي الثاني (1310 – 33 ه – 1892 – 1914م) محاولة جادة لإحيائها تمثل ذلك في مئذنة المسجد التي تمتاز برشاقتها وارتفاعها وجمال زخارفها وتوجت بقمة على هيئة طراز القلة، وتمثل في زخرفة السطح الخارجي للقبة الضريحية بالزخارف الدالية أو الزجزاجية التي سادت وانتشرت في زخرفة قباب العصر المملوكي الجركسي، وتمثل في زخرفة الأطباق النجمية على ريشتي المنبر وباب الروضة وجانبي جلسة الخطيب وهي زخرفة مملوكية أصيلة، وطرز عمارة وفنون العصر العثماني منها تخطيط المسجد وتصميم المنبر ودكة المقرئ وزخرفة التوريق العثماني (طراز الرومي) الذي يغطي بدن المئذنة وكتلة المداخل، محفورا في الجص ويغطي باطن القبة أعلى الشخشيخة بالألوان الزيتية والزخارف الهندسية ذات الطابع العثماني على الأبواب والشبابيك بطريقة الحشوات وعلى بدن دكة المقرئ بطريقة السدايب، إلى جانب التأكيد على رفع شعار الدولة العلية على قمة المئذنة وأعلى القبة الضريحية وعلى قبتي المنبر متمثلا في الهلال المغلق تتوسط النجمة الرباعية، إضافة إلي مظاهر التأثر بالعمارة والفن في أوروبا في عصر النهضة وتمثل في زخرفة التاج والدرع حول درايزين دكة المبلغ والأعمدة التي تحملها وما عليها من زخارف والزخارف الجصية بدائر القبة على الفسقية بصحن الحرم، وكذلك الأعمدة المعدنية التي تحملها مدموغة بكلمة Paris أي أنها جلبت من فرنسا. وإذا كانت وسائل التغطية في الطراز الوافد هي القبة المركزية وأنصافها على بيت الصلاة والقباب الضحلة على أروقة الحرم حول الصحن، فإن المسجد (موضوع البحث) سقفه مستوى من الأسمنت المسلح على أروقة الحرم حول الصحن وعلي بيت الصلاة باستثناء المنطقة المربعة الوسطى يتوسط سقفها شخشيخة. يهدف البحث إلى دراسة ونشر هذا المسجد وهو غير مسجل في عداد الآثار الإسلامية وينشر لأول مرة، ويتبع البحث المنهج الوصفي والمنهج التحليلي المقارن وصولا إلى نتائج جديدة.
Al-Hermil Mosque, founded in the village of Mahalet Marhum, Tanta (Al Gharbiya Governorate) by the deceased Mohamed al-Hermil in 1328 AH/1910AC, is very important for it was planned as a mixture of the foreign style (of mosques in the Ottoman era) and the local style, wherein the mosque consists of prayer area and the haram. But the prayer place was planned according to the local style; it was a rectangular area including a square place covered by an octagonal shokhshikha surrounded by four arcane: the qiblah, the back, and the two sides If the position of the haram in the foreign style suits the prayer place, it has come in the planning of this mosque at the western south side. The significance of this mosque is due to the fact that it gathers the style and arts of the Mamalik state renewed by Abbas Helmi II (1310-33 AH)/(1892-1914). This is seen in minaret which was so elegant, high and beautifully decorated like the qiblah, in the outer surface of the dome which was highly decorated with glass—a style common in the Mamluk age, and in the decorated star dishes on the two feathers of the pulpit and rawdah door, etc.—an original Mamluk decoration. The pulpit was well designed and decorated according to the Ottoman style. This is in addition to the influence of the architecture and art of European renaissance. It was also seen in the decorated crown and arm around the banister of the teller and the pillars holding it—the metal pillars which were sealed with the word "Paris'' indicating that they were brought up from France. The paper aims at studying and spreading this mosque which, not recorded among the Islamic monuments, is being spread for the first time. The research paper follows the descriptive as well as the comparative analytic method for new results.
|