المستخلص: |
يمثل ابن خلدون نقطة تحول في كتابة التاريخ الإنساني، وفي تأسيسه لعلم الاجتماع، ومن الظلم أن نقارنه بمفكري أوربا في عصر النهضة كدانتي مثلا، فإن كان دانتي قد هز الفكر الإنساني في أوربا، فإن ابن خلدون قد هز الفكر الإنساني العالمي، لأن ابن خلدون وضع خطة جديدة وآراء جديدة، بل وضع قوانين جديدة يمكن تطبيقها، وتنسحب على المجتمعات البشرية كافة، انطلاقا من أن الإنسان لا يعيش إلا في مجتمع، وإذا عاش في مجتمع، فلابد أن يعيش مع شعب، وإذا عاش مع شعب لابد أن يعيش على أرض، ولكي تظل العلاقة قائمة بين هؤلاء الناس أو القبائل أو الشعب، أو هذه المجموعة البشرية لابد من أن ينظمها حاكم، وأنواع الحاكمين تدرجت من حاكم بسيط "شيخ قبيلة" إلى حاكم مطلق، استطاع أن يستخدم كل الوسائل التي هيأها له هذا التجمع البشري، أو هذا العمران، واستطاع أن يستغل هذا ويصبح هو الحاكم المطلق، وإذا أصبح حاكما مطلقا استطاع أن يؤسس دولة، فإذا أسس الدولة التي طبق عليها ابن خلدون نظريته، مرت الدولة بمراحل مختلفة، هذه المراحل وجدت صحة في التطبيق عندما ننظر إلى أية دولة الآن نجد أنها تمر بالمراحل نفسها التي وضعها ابن خلدون في مقدمته.
|