المستخلص: |
تتعلق هذه الدراسة بالمفاهيم التي جعلها الاستعمار البريطاني أساسا لمبادئ تخطيط المدينة في كانو، وهي المبادئ التي بنيت على سياسات الفصل العرقي والثقافي في بناء المدينة الحديثة هناك. بدأ ذلك الفصل المكاني بين الأوربيين وكافة الجنسيات والثقافات الأخرى من جانب، ثم الفصل بين كل من المجموعات العرقية والثقافية من جانب آخر. وهكذا تكونت مدينة كانو الحديثة التي أنشأها الاستعمار بجوار المدينة التاريخية التقليدية العريقة، من قطاعات منفصلة عن بعضها وفق مكونات كل قطاع، العرقية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإدارية، لمواطني كانو أولا ثم المهاجرين للمدينة من مناطق شمال نيجيريا الأخرى ثانيا، فمجموعات جنوب نيجيريا والأفارقة الآخرين ثالثا، ثم اللبنانيين أو العرب القادمين من بلاد المغرب رابعا. غير أن مدينة كانو التاريخية العريقة احتفظت بشخصيتها وخصائصها المحلية والإسلامية ومخطط المدينة ومبانيها التقليدية. بيد أن هذا التناقض الحضري، التقليدي والحديث، الملازم لكل مدينة كبيرة مزدوجة في الدول الإفريقية والعربية والإسلامية، قد بات معيقا للوحدة العضوية للمدينة والتي تعد القاعدة التي ينبغي أن تقوم عليها مشروعات التخطيط الحضري الحديث والسليم.
This paper pertains to the conceptual rules of British colonial town planning policy in Kano, which were built upon racial and cultural segregation between the Europeans and all other nationalities on one hand, and between each ethnic group and the others on the other hand. Therefore, the new colonial township which the colonial administration established alongside the walled Kano city has become a collection of segments divided according to function and ethnic, economic, social, cultural, and administrative context. However, Kano city as a Muslim, and an indigenous city retained its old layout, traditional town- plan and socio-cultural characteristics. This concomitant urban contrast between old and new cities in urban areas, in African, Arab and Muslim countries, has become a barrier on the road to urban unification and modern and sound urban planning projects.
|