| المستخلص: |
يدور هذا البحث حول استخدام السيرة الذاتية كنوع من الكتابة العلاجية في السير الذاتية للمثقفين. وللسيرة الذاتية دور علاجي في حالة المثقفين والكتاب على وجه الخصوص حيث أن فعل الكتابة يساعد هؤلاء على النزول من أبراجهم العاجية والتعبير عن داخلهم وما يعتريهم من متناقضات ومن صراعات داخلية هذا بالطبع بخلاف ما يواجهونه من صعوبات الحياة وتحدياتها. يناقش هذا البحث عملين هما "خارج المكان" لإدوارد سعيد 1999 و "رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية: في الجذور والبذور والثمار" لعبدالوهاب المسيري 2006. ورغما من أن أيا من الكاتبين لم يمر بما يمكن اعتباره صدمة نفسية حقيقية إلا أنهما قد واجها تحديات عديدة سببت لهما الألم واللوعة وأثرت على سير حياتهما أيما تأثير. وبالتالي فإن هذا البحث يهتم بدراسة التأثيرات النفسية للكتابة وكيف تتحول في هذه الحالة إلى نوع من الكتابة العلاجية. وينقسم البحث إلى موضوع رئيسي تتفرع منه عدد من الموضوعات الجانبية المرتبطة به. والموضوع الرئيسي في هذه الحالة هو استخدام الكتابة بوجه عام والسيرة الذاتية بوجه خاص كنوع من أنواع الكتابة العلاجية. يبدأ البحث بتبيان الصعوبات والتحديات التي واجهها الكاتبان في حياتهما الشخصية وفي ورحلتهما عبر الزمان والمكان مدللا على ذلك بالأمثلة والاقتباسات اللازمة. ثم يتجه البحث إلى دراسة محورية فعل الكتابة في حد ذاته بالنسبة لهؤلاء الكتاب وتأثير الكتابة كفعل اعترافي في التخفيف من آلامهم بل وتحويل هذه الآلام إلى أعمال فكرية وإبداعية. كانت الكتابة بالنسبة لإدوارد سعيد هي المتنفس الأمثل لتحويل احساسه الدائم بالاغتراب إلى فعل إيجابي يساعده على جمع شتات نفسه والتغلب على أزمة الهوية التي يمر بها. أما المسيري فكان يلجأ إلى الكتابة ليتغلب على قلقه الفكري الدائم والذي كان غالبا وليد اشتباكه مع العديد من الأفكار والأيديولوجيات والذي كان عليه حسمه في نهاية الأمر ليحظى بالسلام النفسي المنشود. وفي حالة كلا من الكاتبتين وفرت الكتابة الإبداعية الفرصة للذات لتتأمل رحلتها في الحياة وفي علم الفكر كذلك وربما لتعيد النظر في القرارات التي اتخذتها أو تستمرئ استرجاع بعض ما عايشته من تجارب ولتستريح في جميع الأحوال من عبء الاعتراف بما داخلها من متاعب.
This paper explores two autobiographies/memoirs where writing an autobiography serves as scriptotherapy for intellectuals, helping them out of their Olympian detachment and providing a therapeutic effect that helps relieves their inner dilemmas. The two autobiographies/memoirs addressed by this paper are: Edward Said's Out of Place: A Memoir (1999), and Abdelwahab Elmessiri's Rehlaty Al Fikriyah: Fi al Gozoor wa al Bozoor wa al Themar: Sira Ghayr Zatiyah Ghayr Mawdw`iyah (My Intellectual Journey: of Seeds, Roots and Fruits: a Non-objective, Non-subjective Autobiography) (2006). Though the two intellectuals have not been through a traumatic experience as such, they have experienced moments of extreme anguish and their "selves" have been shaped and re-shaped by a number of inner dilemmas and surrounding challenges. The paper is arranged around a number of subthemes related to the central theme of autobiography as scriptotherapy. The paper starts by highlighting the hardships and conflicts encountered by both intellectuals through their journeying in place and time. It then addresses the ultimate centrality of "writing", and more particularly of the 'confessional act of writing to these intellectuals as evident in their autobiographies and elsewhere. For Edward Said 'writing' was a means to help him put his disseminated 'self' back together and re-assemble the varied components of his identity at odd with each other. Similarly, one reason Elmessiri wrote his many books and encyclopedias to relieve the many personal and intellectual anxieties he was subject to and the various dilemmas he had to resolve. Testimonial writing grants the space needed for the 'self' to contemplate its own identity and to reflect on its journeying through life, re-experiencing vitality, re-considering life choices and most of all get relieved of the burden of having a confession to tell.
|
