المصدر: | مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية |
---|---|
الناشر: | جامعة دمشق |
المؤلف الرئيسي: | الحكيم، ريما (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 24, ع 3,4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
سوريا |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الصفحات: | 443 - 444 |
ISSN: |
1818-5010 |
رقم MD: | 97210 |
نوع المحتوى: | عروض ابحاث |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
"أرى أنه لا يوجد حب في هذا العالم .../ دعو أبي يهتدي ليصل إلى الخلاص/ واشهدوا أنني مسيحية"، بهذه الكلمات تموت أبيجل ابنة اليهودي في مسرحية يهودي مالطة وهي الشخصية الوحيدة في المسرحية التي لا تسعي وراء مال أو نفوذ والتي تمثل الدين والحب الحقيقي بعيدا عن أي اعتبارات، وكأنها بموتها تقدم عربونا ليعطي بارقة أمل ورسالة لوحدة جميع الناس في عالم سوداوي يعج بصراع القوة والمصالح، إن هذه الكلمات هي المخرج الوحيد والنقطة المضيئة للدعوة للسلام بين جمع الشعوب والحضارات في عالم لاطوباوي تملؤه الكراهية. وتأتي هذه الرسالة في نسق هجائي ينتقد مارلو من خلاله النفاق الديني والسياسي. يقدم هذه البحث دراسة عن سعي مارلو في مسرحياته لتقديم نموذج مصغر عن عالم السياسة السوداوي على طريقة الكاتب أوريل، وذلك في كوميديته السوداء الهجائية "يهودي مالطا" إذ يقدم مارلو عالم جزيرة مالطا اللاطوباوي حيث يتصارع جميع الأطراف التي تنتمي إلى أعراق وديانات مختلفة من أجل القوة والنفوذ مستخدمة الدين ذريعة لتبرير نواياها السياسية والمادية، وهي قضية كل الأزمان. ويهاجم مارلو في هجائه هذا أهدافا أو قضايا نمطية ثلاث بهدف تعريتها وتفنيدها ودحضها، وذلك بالمبالغة والمقارنة لموجهة جمهوره بأفكاره وانحيازاته النمطية ليتمكن من زعزعتها وهذه القضايا الثلاث هي: أولا، فكرة اليهودي الشرير (إضافة إلى التركي) التي كانت سائدة آنذاك، وفكرة السياسيين المنافقين الذي يتسترون بستار الدين المسيحي، وفكرة ماكيافيلي التي كان جمهور مارلو يفهمها على نحو مشوه. لا يهاجم مارلو من خلال هذا أيا من الأديان كما اعتقد كثير من النقاد متهمين مارلو بمحاولته إثارة حفيظة الجمهور وبافتقاره إلى وحدة النص في هذه المسرحية، وإنما يهاجم النفاق الديني والسياسي في هجاء عنيف ينسف جميع الأنماط الخاطئة المشوهة السائدة سواء كانت الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية التي لا تزال حتي اليوم تثير، دونما مبرر، حساسيات حضارية وصراعات عالمية. ويستخدم مارلو لهذا الغرض نوعا من الهجاء التهكمي في اطار نسق هجائي عام، ولاكتشاف الغرض الأساسي لدى مارلو من هذا الهجاء، من الضروري دراسة خلفية هذا الهجاء من حيث الأنماط التاريخية للشخصيات والأفكار الخاطئة التي كانت سائدة في عصر مارلو. وهذا التنوع في توجيه الهجاء بعدة اتجاهات لا يسبب خللا في وحدة النص كما يعتقد النقاد، وإنما يعطي المسرحية مناخا لاطوبايا هجائيا موحدا يتساوى الجميع فيه بالشر، بحيث لا يتفوق احد على احد، وبذلك يهدم مارلو جميع المفاهيم والأعراف وأنماط التحامل الشعبية الخاطئة في عمل مؤثر في النقد الاجتماعي يمكن، كما سيوضح البحث، أن ينجح في تحقيق صحوة بناء ضد رفض الأخر وتجريمه وتهميشه في عالم متعدد الحضارات والثقافات والأعراق والأديان. |
---|---|
ISSN: |
1818-5010 |