المستخلص: |
كشفت الورقة عن فقه اللغة بين العناوين والمضامين. إن المادة الأولي التي كانت خميرة مسائله وميرة مضامينه في فقه اللغة هي رسائل المعاني المتخصصة وما جمع منها بعد في الغريب المصنف لأبي عبيد وكتاب الألفاظ لابن السكيت والألفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني وجواهر الألفاظ لقدامة بن جعفر، وغدت تلك المادة رفدا وعوناً لابن فارس والثعالبي في كتابيهما الموسومين بفقه اللغة وكان كتاب ابن فارس أجمع لمباحث فقه اللغة. وأوضحت الورقة أن نشأة مصطلح فقه اللغة نتيجة نية صالحة للعناية بمصدري الشريعة وهو خدمة كتاب الله تعالي وفهم نصوصه وفهم الأحاديث الشريفة وذلك ظهر في مقدمة كتاب ابن فارس بعنوان الصاحبي في فقه اللغة، لكن لم يشير إلى تعريف يضبط حدود هذا المصطلح ويعين مسأله. ثم تطرقت الورقة إلى كتاب المخصص الذي ألفه ابن سيده والذي نزع فيه إلى تخصيص الدلالة وتضييق المعني للمصطلح منطلقاً من مصنفات السابقين في الألفاظ والمعاني ومن هنا بدأ مصطلح فقه اللغة يتبلور للمتأخرين ويتميز عن المباحث اللغوية الأخرى. وخلصت الورقة إلى ان دراسة فقه اللغة ضرورية تُطلع النشء على تراثهم الرائع والجهود الجبارة التي بذلها القدامى في دراسة لغتهم من شتي الجوانب الصوتية والتركيبية والصرفية والدلالية والمعجمية وايضاً ضرورية في مشروع خدمة الفصحى لغة القرآن ولسان نبي الإسلام وهُوية الأمة. واوصت الورقة بضرورة مراعاة تدريس فقه اللغة قبل أن تُدرس علوم اللسان الحديثة اللسانيات والصوتيات والدلالة والمعجمية وما إليها باعتبارها مباحث انبثقت منه ونشأت في أحضانه فكل علم منها هو بمثابة تفصيل وتعميق وتفريع لمبحث من مباحث فقه اللغة. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|