المستخلص: |
إن التحديات التي يطرحها عصر المعلومات، والتي يُواجهها العالم المعاصر تضطرنا إلى مراجعة شاملة ودقيقة لأسس التعليم ونظمه التي لم يعد معها هدف التعليم هو تحصيل المعرفة لفترة زمنية محددة، لأن المعرفة في حد ذاتها لم تعد هدفاً، بل المهم هو أثر هذه المعرفة على إعادة تشكيل البنية المعرفية والتفكيرية للفرد. إن المتغيرات الحادة التي تنطوي عليها هذه التحديات تستلزم إحداث تغييرات جوهرية في المنظومة التربوية بجميع أنماطها، ووسائلها، ومواردها، ومؤسساتها، وأساليبها. إن العصر الحالي مليء بالتحديات التي تواجه الإنسان كل يوم. ففي كل يوم تظهر على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وفكر متجدد وأساليب جديدة ومهارات جديدة وآليات جديدة للتعامل معها بنجاح. أي تحتاج إلى إنسان مبدع ومبتكر، ذي بصيرة نافذة، قادر على تكييف البيئة وفق القيم والأخلاق والأهداف المرغوبة، وليس مجرد التكيف معها. ولا يتحقق هذا دون تربية تواكب متطلبات العصر وتستشرف آفاقه المستقبلية. إن التحولات الكبرى في تقنية الاتصال والمعلومات، والتحولات في فهم التربويين حول طبيعة التعلم، والحاجة المتزايدة لمهارات جديدة للعمل في عصر المعرفة هي ما ينبغي أن تُوجه إليه جهود الإصلاح التربوي. إن التوجهات العالمية عموماً تؤكد على أهمية وضع الأهداف الآتية في الحسبان عند تخطيط مشاريع الإصلاح التربوي: -التحول من التركيز على المدخلات (التدريس) إلى التركيز على المخرجات (التعلم). -دمج تقنيات المعلومات الجديدة في التعلم المدرسي. -النظر إلى المعلم كموجّه للتعلم بدلاً من متعهد للمعرفة. -توسيع أدوار المعلم ليصبح مديراً لبيئة التعلم بمعناها الواسع. إن نجاح العملية التربوية يتوقف على العديد من العناصر والأبعاد التي تتكون منها كل من عمليتي التعليم والتعلم، إلا أن المناهج الدراسية الملائمة، والكتب المدرسية والوسائل التعليمية جيدة الإعداد، والمباني المدرسية جيدة التجهيز، والإدارة المدرسية الحكيمة الناجحة، إلى غير ذلك من الأبعاد المهمة رغم أهميتها، لا تعادل في رأي البعض دور المعلم الجيد القادر على القيام بمهامه ومسؤولياته بطريقة فعالة ومتقنة. فهذه العناصر والأبعاد لا تعطي ثمارها إذا لم توضع بين يدي معلم كفء وأمين. ويكاد يتفق التربويون على أهمية دور المعلم في العملية التربوية، إذ تصلح بصلاحه وتفسد بفساده. وإذا أردنا الوقوف على مدى نجاح أي نظام تربوي علينا أن نبدأ بالمعلم، فهو العامل الأول في إيصال هذا النظام إلى ما آل إليه. ومما يجعل المعلم بالغ الأثر في العملية التربوية أن النظام التربوي، والمعلم عموده الفقري يُؤثر في مختلف الأنظمة الأخرى بالمجتمع، ويتأثر بها. ومنها، النظام القيمي، والنظام السياسي، والنظام الاجتماعي، والنظام الاقتصادي. هدف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على الأدوار والمسؤوليات المتغيرة والمتجددة للمعلم وكفاياته في ضوء ثورة المعرفة والمعلومات، وذلك في إطار أحد محاور دراسة شاملة تتناول مستقبل التربية في الوطن العربي في ضوء الثورة المعلوماتية، وتحاول هذه الدراسة الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي: ما أثر الثورة المعلوماتية على الأدوار والمسؤوليات الجديدة للمعلم، وعلى كفاياته وبرامج إعداده؟ ويتفرع عن هذا السؤال جملة من التساؤلات الفرعية: 1-ما الأدوار والمسؤوليات المتعددة للمعلم في ضوء التحديات المعاصرة المرتبطة بثورة المعرفة وتقنية الاتصالات؟ 2-ما الكفايات التي ينبغي أن تتوفر لدى المعلم ليكون قادرا على القيام بأدواره ومسؤولياته المتعددة في ضوء الثورة المعلوماتية؟ 3-إلى أي مدى يمكن لبرامج إعداد المعلم أن تكون ذات أثر فاعل في إعداد معلم اليوم والمستقبل ليكون قادرا على القيام بأدواره ومسؤولياته المختلفة في ضوء الثورة المعلوماتية؟ 4-ما إمكانية تطبيق بعض الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم لمواجهة التحديات المعاصرة المرتبطة بأدواره ومسؤولياته المتغيرة وكفاياته المتجددة؟ وفي إطار السعي لإيجاد إجابات لما تم طرحه من تساؤلات فإن الدراسة تسعى لمعالجة الموضوعات التالية: 1-التربية في الوطن العربي والتحديات المعاصرة المرتبطة بثورة المعرفة وتقنية الاتصالات. 2-التحديات التي تواجه تربية المعلم في عصر العولمة. 3-الأدوار والمسؤوليات المتعددة للمعلم وكفاياته في التربية الحديثة. 4-المرتكزات المستقبلية لإعداد المعلم من خلال قراءة فاحصة لبعض الاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم. أهمية الدراسة: تأتي أهمية هذه الدراسة في كونها محاولة لتقديم رؤية معاصرة للأدوار والمسؤوليات المتغيرة للمعلم وكفاياته في ضوء التحديات المتصلة بثورة المعرفة وتقنية المعلومات. كما أن هذه الدراسة قد تسهم في تقديم المعرفة المتعلقة بموضوعات الدراسة من خلال المعلومات التي تستعرضها. ويمكن أن تكون ما تخلص إليه نتائج هذه الدراسة مفيدة للقائمين والمهتمين بأمر التربية ومستقبلها في الوطن العربي. كما يمكن لهذه الدراسة أن تكون مفيدة للمؤسسات القائمة على أمر إعداد وتربية المعلم بما تطرحه من رؤى وأفكار معاصرة حول نظم وبرامج إعداد معلم اليوم ليكون قادرا على مواجهة التحديات المعاصرة المرتبطة بأدواره ومسؤولياته المتغيرة وكفاياته المتجددة. منهجية الدراسة: إن هذه الدراسة نظرية تحليلية تقوم على جمع المعلومات من خلال مراجعة أكبر قدر من الأدب التربوي المتعلق بموضوعاتها، وتحليل آراء وأفكار الخبراء والمفكرين والباحثين التربويين حول الموضوع، ومن ثم تصنيف تلك المعلومات وتحليلها والخروج منها بإجابات لأسئلة الدراسة.
This study aims to shed light on the interchangeable roles, responsibilities and competencies of teacher in accordance with the current challenges related with the information and communication technology (ICT). This study comes as one of the aspects of a comprehensive study dealing with the future of education in the Arab world. The study tries to give an answer for this main question: What is the effect of (ICT) on the interchangeable roles, responsibilities and competencies of teacher, and the programs for his qualification? A number of sub- questions arise from this main question: 1-What are the multi - roles and responsibilities of teacher in accordance with the current challenges related with the (ICT)? 2-What are the competencies that should be available for teacher so as to be able to carry over his roles and responsibilities? 3-To what extent could the programs of teacher education be effective in preparing the nowadays and future teacher to be able to carry over his multi - roles and responsibilities in accordance with the (ICT)? 4-What is the possibility of applying some new trends in the systems of teacher education so as to face the current challenges in accordance with the (ICT)? So as to find answers for the above mentioned questions the study tries to tackle the following topics: 1-Education in the Arab world and the current challenges related with the (ICT). 2-The challenges that face teacher education in accordance with the era of globalization. 3-The multi - roles and responsibilities of teacher and his competencies in modern education. 4-The future supporting basis for te
|