ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التوظيف السياسي لفانتازيا "أرض الميعاد" في رواية "إيسرائيل" لنافا سيمل

المصدر: مجلة كلية الآداب
الناشر: جامعة سوهاج - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: قابيل، رامي عبدالحي محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع40
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2016
الشهر: مارس
الصفحات: 195 - 220
ISSN: 1110-7839
رقم MD: 985811
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

19

حفظ في:
المستخلص: تقع رواية אישראל "إيسرائيل" لنافا سيمل נאוה סימל في ثلاثة فصول منفصلة إحداها عن الآخرى، حيث لا يجمعها إلا الإطار العام الذي ينتظم أحداثها، وهو إطار مكاني في المقام الأول. فالمكان في الفصول الثلاثة واحد، وهو جزيرة "جراند آيلاند" في ولاية نبراسكا في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الزمان في أي منها يختلف عن الآخر، فالفصل الأول تدور أحداثه في الواقع الحالي، والفصل الثاني في الماضي التاريخي، وهو ماض يتقيد إلى حد ما بالدقة التاريخية للأحداث الحقيقية، في حين تقع أحداث الفصل الثالث في زمن خيالي مختلق تماما وبعيد تماما البعد عن أية صحة تاريخية. كما أن الحدث الذي تتشكل وفقا له فصول الرواية مبني في مجمله على حادثة تاريخية حقيقية؛ وهي قيام "موردخاي عمانويل نوح" מרדכי מנואל נוח بشراء جزيرة "جراند آيلاند" من السلطات الأمريكية في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ثم دعوته يهود العالم من أجل الاستيطان في الجزيرة التي أعلنها "دولة يهودية" وأطلق عليها اسم "أراراط" אררט، وما استتبع ذلك من استهزاء الجماعات اليهودية بدعوته ورفضها لاقتراحه، وما نجم عن ذلك من طي لصفحة المشروع في المهد، وإعادة موردخاي الأرض إلى الحكومة الأمريكية. وبطل الفصل الأول من الرواية، الذي يروي بضمير الغائب، هو المحقق الأمريكي "لينوكس" לֶנוקס الذي تعهد إليه مهمة إماطة اللثام عن اختفاء شخص إسرائيلي يدعى "ليعام عمانويل" ליעם עמנואל. وتلح السلطات الإسرائيلية على نظيرتها الأمريكية بضرورة الإسراع في البحث عن ليعام، وتزود المحقق لينوكس بكل المعلومات التي قد يحتاجها في عملية البحث، كما يستعين لينوكس بزميلته في المباحث الفيدرالية المحققة اليهودية "جاكي بريندل" ג׳קי ברנדל والتي تساعده في تفسير كثير من المصطلحات اليهودية والصهيونية الغائبة عنه. ومن خلال التقاط معلومات متفرقة وشذرات من هنا وهناك يتمكن المحقق لينوكس أخيرا من الوصول إلى ليعام بالقرب من شلالات النياجرا في جزيرة جراند آيلاند. ويتضح للينوكس أن ليعام كان قد عثر على وثيقة ملكية جزيرة "جراند آيلاند" التي توارثتها عائلته لأجيال؛ لكن لا يفسر النص السبب الذي لأجله يقطع ليعام كل هذه المسافة حتى الجزيرة، ويتساءل لينوكس إذا ما كان ليعام يريد أن يطالب السلطات الأمريكية بأحقيته وأحقية أسرته في الجزيرة، ومن هذا المنطلق فإنه يعرض على ليعام أن يحشد له أكبر عدد ممكن من كبار المحامين في الولايات المتحدة حتى يسترد أملاكه، رغم تشكك لينوكس منذ البداية في شرعية هذا الفعل وشرعية الوثيقة من الأساس. ويطرح هذا ثمة تساؤلا: هل الأرض تورث؟ فليعام لديه وثيقة يتعهد فيها جده موردخاي نوح بتوريث أرض "جرائد آيلاند" لليهود جيلا بعد جيل، لكن هل يمكن تطبيق هذا الوعد بالأرض بعد مائتي عام لم يطأ فيها اليهود أرض الجزيرة، بعد مائتي عام تغيرت فيها الأوضاع إلى حد كبير؟. إن هذا يلقي بظلاله أيضا على "الوعد بالأرض" في العهد القديم، وعلى جدوي التعامل مع الأرض باعتبارها مجرد شيء يورث. هذه الأسئلة وغيرها تجتهد سيمل في طرحها داخل هذا الفصل. أما الفصل الثاني من الرواية فترويه زعيمة هندية شابة تدعى "الحمامة الصغيرة" יונה קטנה على عادة الهنود الحمر في تسمية الأشخاص وفقا لأوصافهم، وهي تمثل الجيل الأخير من زعماء القبائل الهندية، ذلك الجيل الذي استولى "الرجل الأبيض" على أملاكه، ثم أخذهم ليعملوا في منازله وحقوله كخدم وعبيد. وتروي "الحمامة الصغيرة" في هذا الفصل كيف تسنى لها أن تشهد مراسم تسليم المستعمر الأبيض "أرضها وأرض أجدادها، أرض "جرائد آيلاند"، إلى يد المستعمر الجديد، زعيم قبيلة اليهود على حد وصفها. كما تصور " الحمامة الصغيرة"، باعتبارها شاهدا على الأحداث، من منطلق عملها في خدمة "السيدة لينوكس" גבירת לנוקס زوجة أحد كبار الساسة الأمريكيين في نيويورك، الصراع الذي يدور بين المستعمرين البيض، وأهدافهم الخفية من زرع "اليهود" في الجزيرة، وتساؤلهم عن الكيفية التي يمكن من خلالها تحجيم نفوذ اليهود على نحو يقوي التحالف الغربي اليهودي ولا يضعفه. وانطلاقا من المعطيات التي تم إرساؤها في الفصل الثاني يتغير التاريخ الخاص باليهود وبجزيرة جراند آيلاند في الفصل الثالث على نحو جلي، حيث تندمج جزيرة اليهود في الولايات المتحدة تحت اسم ولاية "إيسرائيل"، ويسقط المشروع الصهيوني ومصطلح "هشوآة" "أحداث النازي" השואה من ذاكرة التاريخ، وتنقرض اللغة العبرية أو تظل منقرضة في ظل عدم محاولة إحيائها، ويختفي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتتعاظم قوة اليهود في الجزيرة، وتترشح حفيدة "موردخاي نوح" لمنصب رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية. لكن يظل السؤال الذي يطرحه النص: هل أدى هذا إلى سعادة اليهود؟.

ISSN: 1110-7839