المستخلص: |
هدفت الدراسة إلى التعرف على ""النحن"" بين المدنية والتوحش، فالتوحش ليس إرثاً، بل هو نمط ""بري"" في الوجود من طبيعة قسرية؛ ذلك أن الحيوانات، على عكس الإنسان، تجهل كل شيء عن التطور والنمو ومراكمة المعارف والخبرات، وكل ما يصدر عنها موجود بشكل سابق في طبيعة لا حول ولا قوة لها أمامها، كما أن التوحش هو سلوك افتراضي يحيل على عالم حيواني يجهل كل شيء عن الأخلاق والقيم والقوانين، كما إن مصدر المعيار الأخلاقي عنده هو ""النحن"" المباشرة بكل حمولتها في اللغة، والدين، والثقافة، وربما الانتماء الجغرافي أيضاً، إنها الحد الذي يفصل بين التحضر وبين التخلف والهمجية؛ ذلك أن مقولة الإنسانية التي تتحدث عن الناس، خارج أصولهم وانتماءاتهم العرقية والحضارية، لم تظهر إلا في مراحل متأخرة، لذلك كان اعتماد معايير ""النحن"" المنفصلة عن الآخرين لن تكون سوى مضللة في أغلب الأوقات، فهي تحدد المقبول، والمرفوض، والمحبذ، والمكروه، استناداً إلى ما تؤمن به في العقيدة أو السلوك الاجتماعي، كما إن وعي الذات لحدودها خطوة نحو التحضر وتقليص لممكنات التوحش والهمجية، ولكن هذا الحد ليس فرضية محايدة، وليس قابلاً للقياس الموضوعي، بل هو موجود ضمن نظام قيمي خاص. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|