المستخلص: |
كشف البحث عن الديمقراطية من الليبرالية إلى التشاورية عند يورغن هابرماس. فالديمقراطية في الجذر اليوناني مشتق من ديموس وكراتوس وهى تعني حكم الشعب لنفسه بنفسه فهي بهذا المعني تعطي الحق للمواطنين للمشاركة في أخذ القرارات والمساواة في السيادة الشعبية لكن ما ينبغي الإشارة إليه هو أن الديمقراطية اليونانية تأخذ بعين الاعتبار الأصل اليوناني فكل مواطن له الحق في الانتخاب، وبالنسبة لهابرماس فإنه يلتقي مع المفهوم ويختلف معه في نقاط أخرى في المعنى الذي يقصد من الديمقراطية التشاورية فهما يشتركان في كون الشعب هو صاحب السيادة وفي مشاركته الحكم لكن هابرماس لا يشترط أن يكون المنتخب من أصل البلد الذي ينتمي إليه بحكم أنه يدعو إلى تواصل لا نهائي كوني بين الأفراد. وأوضح البحث أن هابرماس أراد بالديمقراطية التشاورية أن تكون بديلاً للديمقراطيتين الليبرالية والجمهورية كنظامين متضادين في المبادئ والتوجهات فالليبرالية تعرف على أنها نظام سياسي ظهر نتيجة ظهور النظام الاقتصادي الرأسمالي وتقوم أساسا على إرادة ومطالب الشعب والهدف من وجود الدولة هو خدمة الشعب أما الجمهورية فتقوم على تفعيل دور الجماعة ومشاركتها في الممارسة السياسية باعتباره حق مدني بالدرجة الأولى، كما أوضح أن مفهوم التشاور الذي تقوم عليه الديمقراطية التشاورية لا يحظى بالأهمية ما لم يأخذ بأشكال التواصل فالكل مدعو للحوار والنقاش والإدلاء برأيه في فضاء عمومي وعالم معيش ويؤكد هابرماس على ضرورية تشكيل رأي عمومي وإرادة جماعية للممارسة الديمقراطية التي تضمن للجميع حق المشاركة في السلطة وإبداء الرأي. وخلص البحث إلى إن البعد الذي أراد هابرماس تحقيقه من خلال مسألة الديمقراطية هو البعد الكوني والمواطنة الكونية وهذا لم يتحقق إلا في ظل فضاءات عمومية مفتوحة تظهر من خلالها فاعلية المواطنين. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|