المستخلص: |
هدفت الدراسة الكشف عن مدى انتشار الأفكار الانتحارية لدى عينة من المراهقين الشباب وعلاقة تطور هذه الأفكار بمجموعة من العوامل النفسية والديموغرافية. تكونت عينة الدراسة من طلبة الجامعات والمؤسسات التعليمية كالمعاهد والمراكز التعليمية في مدينة الناصرة وضواحيها، بالإضافة إلى المراهقين المهنيين، فبلغت عينة الدراسة ب (ن= 203) طالب ومهني في عمر المراهقة المتأخرة (18-24 سنة). ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت صورة مترجمة عن مقياس الأفكار الانتحارية (Beck & Kovacs, 1979)، واستبانة الصلابة النفسية (Kobasa, 1982)، وقائمة العوامل الخمس (Goldberg, 1999) بعد أن تم التأكد من توفر دلالات كافية عن صدق وثبات الأدوات. كشفت نتائج اختبار "ت" عن وجود فروق دالة بين متوسطات درجات المشتركين الذكور والمشتركات الإناث على مقياس الأفكار الانتحارية لصالح المشتركات الإناث، ولفروق دالة بين متوسطات درجات المشتركين ذوي الدخل المتوسط والمنخفض وبين نظرائهم ذوي الدخل المرتفع لصالح فئة المشتركين ذوي الدخل المتوسط والمنخفض. كما بينت النتائج وجود فروق دالة عند مستوى الدلالة (0.05) في بعدي التحكم والتحدي الذي يتضمنها مقياس الصلابة النفسية؛ حيث كانت درجات المراهقين الذين لم يظهروا أفكار انتحارية أعلى بدرجة دالة من نظرائهم الذين لم تتطور الظاهرة لديهم، وأظهر تحليل الانحدار المتعدد التدريجي أن لبعد التحدي أهمية أكبر في تفسير الأفكار الانتحارية (12.6%) من بعد الالتزام (2.6%). وأخيرا أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة عند مستوى الدلالة (0.05) في بعدي العصابية والانفتاح على الخبرة الذي تتضمنها قائمة العوامل الخمس الكبرى (IPIP-50)، حيث كانت درجات المراهقين الذين لم يظهروا أفكار انتحارية أعلى بدرجة دالة من نظرائهم الذين لم تتطور الظاهرة لديهم، وأظهر تحليل الانحدار المتعدد التدريجي أن لبعد العصابية أهمية أكبر في تفسير الأفكار الانتحارية (10.1%) من بعد الانفتاح (3%). توصي الدراسة في ضوء ما توصلت إليه من نتائج إجراء مزيد من البحث لاستقصاء الظروف والعوامل التي تسهم في تطور الأفكار الانتحارية، وانعكاساتها النفسية والاجتماعية على الأفراد. كما توصي بضرورة توسيع مجال البحث ليشمل عينات من قطاعات اجتماعية وثقافية مختلفة وبحث الظروف التي تعزز من استمرار تطور الأفكار الانتحارية لسلوك انتحاري، والتي تمنع من تطورها.
|