ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الفكر النقدي المقاصدي عند الإمام الشاطبي رحمه الله

المصدر: مجلة وحدة الأمة
الناشر: الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند - مجمع حجة الإسلام للبحث والتحقيق
المؤلف الرئيسي: الدوسكي، أمين حجي محمد أمين (مؤلف)
المجلد/العدد: س7, ع13
محكمة: نعم
الدولة: الهند
التاريخ الميلادي: 2019
التاريخ الهجري: 1441
الشهر: نوفمبر
الصفحات: 155 - 170
رقم MD: 998302
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

44

حفظ في:
المستخلص: إن الفكر النقدي قد تبلور مفهومه في ضوء ضابط إعمال العقل من التذكر والتفكر والتدبر والتأمل لأجل الوصول إلى الحق بالتعقل؛ كما تجد في عشرات الآيات القرآنية؛ (1)، والأحاديث النبوية والتي تحث على طلب العلم لأجل تميز نور المعرفة من دامس ظلام الجهل المؤدي إلى الهلاك؛ وكذلك تبلورت معالم الفكر النقدي وفق العملية الاجتهادية التي رسمها الشرع الحنيف، وذلك أن الأدلة الشرعية محصورة معدودة، والمستجدات غير متناهية وغير محدودة، ولكن الأدلة تنطوي على معان أصولية؛ تهيمن على النوازل المستجدة من جهة مقتضى الشريعة (2)، وهذا سر قول الشرع: بصلوحيته لكل زمان ومكان؛ فكان معدودية تلك الأصول- والمنطوية تحتها معان جامعة محكومة بها سير الحوادث المستجدة-؛ سببا في إبراز العمل الاجتهادي لتنزيل فقه النوازل على تلك الأصول، وما إن برز؛ بعملية لحوق الفروع بالأصول؛ القياس -والذي يعتبر مادة الاجتهاد- فكانت العملية الاجتهادية بابا من أبواب النقد الفكري على صعيد الاجتهاد في معرض النص الظاهر والمجمل والمشكل، وعلى صعيد القياس، والأدلة المختلف فيها كالعرف والاستصحاب والمصلحة المرسلة وغيرها. وقد تضون (1) ضمن النقود السالفة الفكر النقدي المقاصدي، والذي كان يجاري في ضوء القياس والاستحسان والأدلة الأخرى، بعد تدوينها، وأول من تأصل لمفهومه الاصطلاحي والكلى وانبناء الجزئي عليه إمام الحرمين الجويني في كتابيه: البرهان في أصول الفقه، وغياث الأمم في التياث الظلم، فيصرح لمفهوم مقاصد الشريعة بلفظه الاصطلاحي في قوله لمن يقول بأنه: "لا غرض للشارع في تخصيص التكبير وفي الاستمرار عليه... فقد نادى على نفسه بالجهل بمقاصد الشريعة"(2). ويقصد بلفظ التكبير (الله أكبر) في الصلاة، لأن الأحناف يجوزون تبديله بغيره من الألفاظ لأنه أمر وفاقي عندهم وليس توفيقي. وهو الذي أصل للكليات الثلاث الضروريات والحاجيات والتحسينيات (3)، في كتابه البرهان وقعد في ضوئها جزئيات من المعاملات كالبيع والإجارة ومن الحدود كالقصاص (4)، وكتبه التي بين فيها مفهوم مقاصد الشريعة وكلياتها هي كتب أصولية فقهية؛ وكأن مقاصد الشريعة جزء لا يتجزأ من أصول الفقه، وليس بعلم مستقل، ولذلك العلماء الذين أتوا بعده وخاضوا في بيان معالم مقاصد الشريعة اتبعوا نفس منهج الجويني؛ فلم يستقلوا للفكر المقاصدي في كتاب أو جزء من كتاب؛ بل نثروه في كتب أصول الفقه والسياسة الشرعية؛ حتى مجيء الإمام الشاطبي الغرناطي في القرن الثامن الهجري، فأمسى نظريته المقاصدية في كتابه الموافقات والاعتصام وخصص جزءا مستقلا من الموافقات له.

عناصر مشابهة