مجيب الرحمن
كان
مجيب الرحمن (17 مارس 1920 - 15 أغسطس 1975)، والمعروف شعبيًا
بالبادئة الشرفية بانغا باندو (تعني حرفيًا «صديق البنغال»)، سياسيًا بنغلاديشيًا وثوريًا ورجل دولة وناشطًا وكاتب
مذكرات. تبعًا لنشاطه السياسي، فقد شغل مجيب مناصب متوالية إما رئيسًا لبنغلاديش أو رئيسًا للوزراء من أبريل 1971 وحتى اغتياله في أغسطس 1975. قاد مجيب حركة الاستقلال البنغلاديشية بنجاح واستعاد السيادة البنغالية بعد أكثر من قرنين من الزمن في أعقاب
معركة بلاسي عام 1757، والتي تلقى عليها التكريم بصفة «أبو الأمة» في بنغلاديش. وفي 2011، أشار التعديل الدستوري الخامس عشر في بنغلاديش إلى الشيخ مجيب باعتباره
والد الأمة الذي
أعلن الاستقلال؛ وقد نُص على هذه الشهادات في اللائحة الخامسة والسادسة والسابعة من الدستور. يُطلق أحيانًا على أيديولوجيته القومية البنغالية ونظرياته الاجتماعية والسياسية وعقائده السياسية اسم المجيبية.
برز مجيب ناشطًا طلابيًا في
مقاطعة البنغال خلال السنوات الأخيرة من
الحكم البريطاني. وكان عضوًا في رابطة مسلمي عموم الهند. وفي 1949، كان مجيب جزءًا من فصيل ليبرالي وعلماني ويساري أصبح فيما بعد حزب رابطة عوامي. وفي خمسينيات القرن العشرين، انتُخب مجيب إلى عضوية البرلمان الباكستاني حيث دافع عن حقوق
البنغال الشرقية؛ وارتدى البدلات وربطات العنق؛ ووصف بأنه لبق وحسن المظهر. وبحلول ستينيات القرن ذاته، تحول مجيب إلى الزعيم الوطني
لباكستان الشرقية، بمعطف مجيب المميز وفصاحته المؤثرة. وأصبح مشهورًا بمعارضته للتمييز السياسي والعرقي والمؤسساتي؛ وقيادة حركة الحكم الذاتي المكونة من ستة مطالب؛ وتحدي نظام المشير
أيوب خان. وفي 1970، قاد مجيب رابطة عوامي للفوز بأول انتخابات عامة في باكستان. وعندما رفض المجلس العسكري الباكستاني نقل السلطة، ألقى خطاب السابع من مارس وأعلن حركة الاستقلال. خلال
حرب التحرير البنغلاديشية عام 1971، أعلن مجيب استقلال بنغلاديش. وأعلن القوميون البنغاليون مجيب رئيسًا للحكومة المؤقتة في بنغلاديش، بينما كان محتجزًا في سجن في باكستان الغربية. عاد بطلًا إلى بنغلاديش في يناير 1972.
كان الشيخ مجيب، بصفته شعبويًا، أحد أكثر القادة الجذابين في
العالم الثالث في مطلع سبعينيات القرن العشرين. أمضى مجيب أكثر من 12 عامًا ونصف من حياته السياسية في السجن أثناء الحكمين
البريطاني و
الباكستاني. ونجح في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع معظم دول العالم، باتباع سياسة الصداقة تجاه الجميع وعدم الحقد على أحد. ووقع معاهدة صداقة مع الهند، وانضم إلى
الكومنولث و
حركة عدم الانحياز و
منظمة التعاون الإسلامي، وعارض نظام
الفصل العنصري وأرسل وحدة طبية عسكرية خلال
حرب أكتوبر. يشمل إرث مجيب دستور بنغلاديش العلماني وتحويل جهاز الدولة في باكستان الشرقية والبيروقراطية والقوات المسلحة والقضاء إلى دولة بنغلاديش المستقلة. ألقى أول خطاب بنغالي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974. شكل نظام مجيب الذي دام خمس سنوات الفترة
الاشتراكية الوحيدة في تاريخ بنغلاديش. وفي 1975، أقام مجيب الرحمن نظام دولة الحزب الواحد، الذي استمر سبعة أشهر حتى اغتياله.
لا يزال إرث مجيب مسببًا للانقسام بين البنغاليين بسبب سوء إدارته الاقتصادية، و
مجاعة بنغلاديش عام 1974، وانتهاكات حقوق الإنسان، والاستبداد. وقد اتُهمت رابطة عوامي بتشجيع حالة من
عبادة الشخصية حول مجيب. لكن معظم البنغاليين ينسبون الفضل إلى مجيب في قيادة البلاد إلى الاستقلال عام 1971. وفي استطلاع رأي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية عام 2004، أُجمع بالتصويت على مجيب باعتباره أعظم بنغالي في كل العصور واحتل المرتبة الأولى في القائمة، يليه أول حائز على جائزة نوبل في آسيا رابندراناث طاغور (الثاني) والشاعر الوطني البنغالي كازي
نذر الإسلام (الثالث). أدرجت اليونسكو على لائحتها خطاب مجيب الذي ألقاه في 7 مارس عام 1971 لقيمته التاريخية، وجرى تدوينه في سجل ذاكرة العالم - آسيا والمحيط الهادئ. نُشرت مذكراته ومذكرات رحلاته بعد سنوات عديدة من وفاته وتُرجمت إلى عدة لغات.