المستخلص: |
تناول البحث جريمة الإرهاب في الفقه الإسلامي والمواثيق الدولية، دراسة مقارنة، تتمثل مشكلة البحث في تناوله لموضوع شائك، وهو جريمة الإرهاب حيث يواجه تعريفها اختلافات عديدة وبالتالي عدم وضوح أو وضع مفهوم محدد في المجال الفقهي الإسلامي وكذلك في المواثيق الدولية حيث إنه مازال محل أخذ ورد في الفقه والتشريع الدولي، وانطلاقا من تركيز الموضوع على جريمة الإرهاب، فإن الإشكالية الرئيسية للدراسة تتمثل في التساؤل التالي: ما نظرة الفقه الإسلامي والمواثيق الدولية لجريمة الإرهاب؟. هدف هذا البحث إلى توضيح المفاهيم النظرية لجريمة الإرهاب، والتعرف على الجرائم المشابهة للإرهاب في الفقه الإسلامي والمواثيق الدولية، ودراسة العقوبات المقررة لمرتكبي جريمة الإرهاب في الفقه الإسلامي والمواثيق الدولية، ووضع مقترحات يمكن أن تساعد في تحديد مفهوم الإرهاب. اعتمد البحث على عدة مناهج بحثية حيث تم الاستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي وبه تتم المقارنة بين الفقه الإسلامي والمواثيق الدولية، والمنهج التاريخي من أجل الوقوف على خلفية الموضوع وربطه بالأحداث المعاصرة بغية الوصول إلى فهم أعمق للموضوع بالإضافة إلى المنهج الاستقرائي. توصل البحث لعدد من النتائج أهمها لا يوجد اتفاق دولي لتحديد مفهوم الإرهاب لهذا كثرت التعريفات مع اختلافها وتنوعها وهي غالبا ما تكون نابعة من مصالح قائليها، هنالك تشابه بين جريمة الإرهاب والجريمة السياسية والجريمة المنظمة والمقاومة، تفاوتت العقوبة في الفقه الإسلامي بين القطع والنفي والقتل والصلب حسبما يرى الإمام. أوصى البحث بعدد من التوصيات منها بذل الجهود الدولية والإقليمية وصولا إلى وضع تعريف محدد جامع مانع للإرهاب وفق معاير أخلاقية ودينية وقانونية لا تتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية لشعوب الأرض، ليتم البناء عليها للتمييز بين الإرهابي وغيره، عدم قبول تنظيم نشاطات في داخل الدولة تكون موجهة إلى ارتكاب الأعمال الإرهابية، والاحترام المطلق لحقوق الإنسان وللحريات العامة، أن تقوم الدول وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة بمسؤولياتها، في القضاء التدريجي على الأسباب الكامنة وراء الإرهاب الدولي.
|