المستخلص: |
يعتبر التفسير الكانطي للأخلاق تجديدا في تاريخ الفكر الأخلاقي، إذ كثيرا ما ارتبط مفهوم الأخلاق بمنفعة أو سعادة يرجوها الإنسان، إلا أن الممارسة النقدية لكانط جعلت الفعل الأخلاقي إبداعا عقليا ينطلق من الواجب، والحاكم في هذا الفعل هو الإرادة التي ليست لها سلطة تسمو فوقها سوى سلطة الواجب الخيرة، ولأن الأخلاق أهم ما يميز الإنسان، كان لأخلاق الواجب امتدادات دينية جعلت من الدين إيمانا خلقيا، وامتدادات سياسية جعلت من الإرادة الخيرة للفرد إرادة جماعية تحكم الكون بوصفه دولة موحدة للإنسانية جمعاء، يكون مبدأ الحق العمومي سائدا فيها، وكامتداد فكري أصبحت أخلاق الواجب مع هابرماس، معيارا لتواصل بين الأفراد وذلك بعقلنة الفعل التواصلي وجعله خطابا موحدا بين كل البشر.
|