ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النزعة الإنسية أو الإنسنة في حيثيات ثورة الإمام الحسين "عليه السلام" حتى محط الرحال في كربلاء

العنوان بلغة أخرى: The Tendency of Humanism or Humanization in Considerations of Imam Hussein's "Peace be Upon Him" Revolution up to his Settlement in Karbala
المصدر: السبط
الناشر: العتبة الحسينية المقدسة - مركز كربلاء للدراسات والبحوث
المؤلف الرئيسي: الرحيم، عبدالحسين مهدي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج2, ع4
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2017
التاريخ الهجري: 1438
الشهر: كانون الثاني
الصفحات: 13 - 73
DOI: 10.52790/2239-002-004-002
ISSN: 2312-7449
رقم MD: 1113822
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

12

حفظ في:
المستخلص: إذا كانت النزعة الإنسانية تعنى بالإنسان، وتعتبره محور الكون، فإن الإنسية الدينية مساحتها من الورع الهادئ إلى التقشف الصارم، وهي على العموم تتميز بالخصوع، المطمئن لله تعالى والتعلق به في العمل بانتظار مجيئ عهد العدالة الإلهية التي لا ترد. وإلى جانب ذلك فإنه من خصائص الإنسية الدينية، هي العاطفة القوية للمعنويات التي يمتلكما المؤمن، والذي تجعله يعتقد بأنه محاط بالنعمة الآلهية، وأنه مزود بملكات استثنائية تتيح له التفتح الكامل في هذا العالم والعالم الآخر. والحسين عليه السلام وأهل بيته يقف على رأس هذه الإنسية الدينية المشتملة على هذه الملكات الاستثنائية، بدليل أن كل المحاولات التي طرحها المعارضون لمشروعه الإصلاحي لم تثمر لأنه يرى ما لا يرون. والنزعة الإنسية هي الفلسفة الإنسانية التي تحترم الإنسان بنفسه وتعتبره مركز الكون ومحور القيم، تعرف أيضا بالبشرية وهي الإنسانية التي تمثل جملة الصفات التي تميز الإنسان بخلاف البهيمية. وفي استقراء لهذه الإنسية الدينية عند أهل البيت عليهم السلام في ظل ظروفهم الحرجة نقول إن استشهاد الإمام علي عليه السلام في 40ه/ 660م بتآمر مشترك بين الخوارج وبني أمية، واستمرار هذه المؤامرة في خلافة الإمام الحسن عليه السلام 40- 41ه/ 660- 661م، إذ نجحت في تجريده من قادة جيشه بوسائل الترغيب والترهيب، فلم يتمكن من مواصلة الحرب، بل نهج إلى الصلح مع معاوية بظروفه القاسية، وسطر شروطا عادلة حقق فيها مصلحة المسلمين، ولم يطلب منها لنفسه شيئا، لكن معاوية نقض العهد وحنث باليمين بعد أن نزا على منبر الخلافة، وهي محرمة على آل أبي سفيان لأنهم من الطلقاء. ولما زار معاوية الكوفة أعلن، إنما قاتلهم ليتأمر عليهم، وكل شرط ورد في صلحه مع الإمام الحسن عليه السلام مردود، ولم ينفذ منه شيئا، وكل وعد وعده لأحد منهم فهو تحت قدمه، وهكذا تنصل معاوية من عهوده في صلحه مع الحسن عليه السلام. وكانت شروط الحسن عليه السلام على معاوية في صلحه، أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه، وليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده، بل الأمر يكون شورى بين المسلمين، وأن يوفر الأمن للناس كافة، وأن يكون شيعة علي عليه السلام آمنين على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم وأن لا يبغي على الحسن وأخيه الحسين ولا على أحد من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم سراً أو علناً ولا يخيف أحداً منهم في كل مكان. لم يكن الحسين عليه السلام راغبا في الصلح مع معاوية، لكنه اعتبره قدرا نفذه أخوه الحسن عليه السلام، كذلك لم يبايع الإمام الحسين عليه السلام معاوية في خلافته، ولم يكرهه معاوية على ذلك، لكنه احترم شروط الصلح معه. لم يقف معاوية عند حدود نقض شروط الصلح، بل دبر مكيدة في قتل الإمام الحسن عليه السلام بأسلوب السم متعاونا مع زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس أكبر المنافقين على أن يزوجها من ابنه يزيد ثم نكث ذلك، ودفع لها مائة ألف درهم. بدأ معاوية مؤامرة جديدة لتنفيذ بيعة ابنه يزيد من بعده، وقد باشر بذلك بعد وفاة الإمام الحسن عليه السلام، واتخذ من صنائعه وسيلة لتحقيق ذلك فكتب به إلى ولاته ومن هؤلاء واليه على المدينة مروان بن الحكم. وقد أشار عليه بعض ولاته بالتريث. ولما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه من شيعة علي عليه السلام، أبلغ بعض أشراف الكوفة الحسين عليه السلام بذلك، فاسترجع وشق عليه الأمر، وقد تردد هؤلاء على الإمام الحسين عليه السلام، فأثاروا حفيظة والي المدينة مروان بن الحكم، فكتب لمعاوية بذلك، فكان رد معاوية بقول: لا تعرض للحسين بشيء. وكتب معاوية للحسين في ذلك، فقال له الحسين: "ما أريد حربك ولا الخلاف عليك". لذلك لم يستمع الحسين لرغبة أهل الكوفة في الخروج على معاوية لاحترامه شروط الصلح. ولما بايع معاوية ابنه يزيد واستخلفه من بعده، خالف في ذلك الأمر شروط الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام، من جهة، وعدم صلاحية يزيد لهذا المنصب من جهة أخرى لما عرف عنه من الانحراف في السلوك وشرب الخمور والفجور وملاعبة القرود. ولما حاول مروان بن الحكم أن يحقق البيعة في المدينة عارضه أربعة من وجوه أهل المدينة وهم الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وبعضهم يضيف عبد الله بن عباس. ولما زار معاوية المدينة أعرض عن استقبالهم وتوعدهم، فعارضته السيدة عائشة فعاد لمصالحتهم لكنه أعلم بسفرهم إلى مكة، وحين قصد معاوية مكة التقاهم هناك وأكرمهم، لكن الحسين عليه السلام امتنع من قبول صلته وكسوته. وكرر معاوية الجوائز لقريش عامة عدا بني هاشم، حتى كلمه عبد الله بن العباس فأمر لبني هاشم بجوائز سنية، فكلهم قبل جائزته إلا الحسين فلم يقبلها. وكعادته في الخداع والتزوير ارتقى معاوية المنبر في مكة وادعى ببيعة هؤلاء الرجال وكان قد سلط عليهم وهم جالسون زبانية من أعوانه بأسلحتهم، وتفرق الناس وهم يظنون أن هؤلاء الأربعة وفي مقدمتهم الحسين عليه السلام قد بايعوا يزيد وهي لم تقع

ولما مات معاوية في رجب سنة 60ه/ 679م جدد يزيد مطالبة الولاة بأخذ البيعة له، ومنهم واليه على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان معاوية قبل وفاته قد أبلغ يزيد أنه سيمتنع عن مبايعتك هؤلاء الأربعة ورسم له خطته مع كل واحد منهم، إلا الحسين فقد نصحه بألا يلحق به ضررا وقال له: "أما الحسين بن علي فأحسب أهل العراق غير تاركيه حتى يخرجوه فإن فعل وظفرت به فاصفح عنه". افتتح يزيد باكورة حكمه بكتاب وجهه لواليه على المدينة الوليد بن عتبة بتجديد البيعة في المدينة، وخصوصا من هؤلاء الأربعة ومن يمتنع أنفذ إلى برأسه. كان موقف الحسين عليه السلام الرفض التام والامتناع عن بيعة يزيد المشهور بالخلاعة والمجون والفجور، ولما، حاول الوليد أخذ البيعة من الحسين عليه السلام أجابه الحسين عليه السلام "ومثلي لا يبايع مثله"، عندها قرر الحسين عليه السلام أن يغادر المدينة إلى مكة. وفي مكة وصلت كتب ورسل أهل الكوفة تحثه على القدوم إليهم حتى بولغ في أعداد الكتب التي وصلته من شيعته بالكوفة. ولما تيقن الحسين عليه السلام من سلامة الموقف وصحة الولاء أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل لتمهيد الأمور. وكان موقف يزيد من نشاط الحسين عليه السلام أن استشار سرجون مولى أبيه فأشار عليه بتولية عبيد الله بن زياد الكوفة، وقد تم ذلك فجند هذا السفاح كل طاقاته للقضاء على المؤيدين لثورة الحسين عليه السلام الإصلاحية. وكان في مقدمة الشهداء مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر وقيس بن مسهر الصيداوي ولم توجه الحسين عليه السلام إلى الكوفة مغادرا مكة، وكانت قد أتته أخبار الشهداء، لم تثنه عن عزمه بالإصلاح، ولا تلك المحاولات من بعض أخوته وأبناء عمومته وعامة المسلمين تيسر لها أن تثمر، وإن كان معظمها مخلصا في النصح، حتى وصل به الحال أن يسمح لمن رافقه في مسيره إلى العراق بفراقه عن قناعة منه، لأنه لا يرغب في تمرير رغباته على الآخرين إلا عن قبول تام منهم لذلك كرر هذا العرض مرتين، ولم يبق معه إلا صحابته المخلصون. كانت المواجهة الأولى مع قوة الاستطلاع الأموية التي يقودها الحر بن يزيد التميمي وقد استقبلهم الحسين عليه السلام بالرحمة والعطف، فأمر غلمانه بتقديم الماء للفرسان ولخيولهم، ودار حوار بين قائد الجيش الأموي والإمام الحسين عليه السلام حتى انتهى الأمر إلى أن يتجه الحسين يسارا ليصل إلى موقع كربلاء، وهو ما كان قد علمه من جده وأبيه عليهما السلام، فقد سلك طريقا تحت ضغط ومراقبة الجيش الأموي، لا يوصله إلى الكوفة ولا يعود به إلى المدينة حتى أوصله إلى كربلاء بعد أن منع من النزول في قرى شفية والغاضرية ونينوى والعقر. ولما عرض زهير بن القين على الحسين مقاتلة الحر وفرسانه ليسر التفوق عليهم، قال الحسين: صدقت يا زهير! ولكن ما كنت بالذي أبدأهم بقتال حتى يبدأوني. وهذا من خصائص السلم الذي يرغب به الحسين أن يعم كافة المسلمين ويزرع بينهم المودة. وقد بدأ الحسين عليه السلام سفره من المدينة إلى مكة ومنها إلى الكوفة بالخطب والكتب إلى أصحابه وأعدائه، وكانت على حالة واحدة من النصح والإرشاد، فكانت المعاني التي بعث بها إلى شيعته ومبايعيه، أن وعدهم بالسير على كتاب الله وسنة نبيه وعلى الهدى والتقوى والعدل، وغرس فيها روح الثورة على الظالمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولما تبين له أن شيعته قد نكثت وعودها واستجابت لرغبة الظالمين من بني أمية طوعا أو كرها، وأن الحرب قائمة بين الحق المتجسد بالحسين وأصحابه، والباطل المتجسد بجيش بني أمية، ألقى الحجة عليهم بنسبه ومكانته عند الله ورسوله، ثم سمح لأصحابه بقناعة وصدق وصراحه منه بحرية المغادرة في جنح الليل، ومن قبل سمح للأعراب وطلب الغنائم بالمفارقة، فلم يكن يفكر بمصلحة شخصية، وإنما كان همه إصلاح المجتمع وتوجيهه وجهة السداد الإسلامية. ولما رأى الباطل سائدا والحق مهملا لا يعمل به، ولم يتوافر له النصير للمقاومة آمن بنهايته المحتومة وتوقع المثلة بجسده الطاهر، وكانت هذه أمنيته ليلحق بالرفيق الأعلى مع جده وأبيه وأمه وأخيه عليهم السلام. وإلى جانب الخطب والكتب التي خاطب بها الحسين عليه السلام صحبه وأعداءه، وكانت الرؤى عند الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحفيده الحسين عليه السلام، قد صورت استشهاد الحسين فيما حدث بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدوره نقلها لآل بيته عليهم السلام، فالإمام الحسين بأمر رسول الله خرج للإصلاح في دين جده وتهذيبه مما لحق به من جهالة بني أمية وتسلطهم على المسلمين وظلمهم لهم بشتى الوسائل، ولإحياء أصل الدين الحنيف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن هذا الأصل دون الأصول الأخرى يمثل علاقة الإنسان بأخيه الإنسان بينما كانت الأصول الأخرى تمثل علاقة الإنسان بالله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان شعار الثورة الحسينية، وهو ترجمة واقعية لتقوى الإنسان والتزامه بحدود الشيعة، متمثلة بسلوكه الإنساني المطلوب. كذلك أكدت الرؤى للإمام الحسين صورة استشهاده وأصحابه في واقع يعمل بالباطل ويترك الحق، لذلك لم يتوافر له الأنصار، ولما فتحت السماء له أبوابها بالنصر، شكر الله على ذلك، ولكنه لم يرغب بهذه المعونة لاشتياقه بلقاء ربه وأهل بيته، فضلا عن رغبته في مواجهة الأعداء بطاقته البشرية على قلة الناصر ليزرع روح الفداء والتضحية، والشجاعة في أمة جده، وحتى لا يتهم بالسحر والشعوذة كما أتهم جده من قبل، في خصوصية استجابة السماء له بالنصر دون غيره.

If the human tendency respects Human and considers him as an axis of the universe, the religious humanism will thus require hard devoutness. It is generally distinguished by a confident submission to Allah, waiting for the age of justice. Besides that the features of religious humanism is a strong passion of the believer's morale which makes him think of the divine grace and he is provided with exceptional aspiration in this world and the next. Al Hussein and his family (peace be upon them) have the superiority to believe in religious humanism including this exceptional aspiration, since all attempts made by oppositions against his reform project achieved nothing. The tendency of humanism is the human philosophy that respects the human being and considers him as an axis of universe. includes a number of unique features that distinguishes human from animals. In extrapolating this religious humanism of Ahl al Bait in their critical circumstances, we say that imam Ali peace be upon him) was assassinated in 660 by a common conspiracy between the outsiders (alkawarj) and bin Ummayya which continued until the succession of Imam Al- Hassan and did not end as many leaders plotted against him. Therefore, he was forced to make a convention of peace with Muawiya. but the latter broke it then. Muawiyah considered the convention void and promised and announced that all the followers of lmam Ali would be Save.

ISSN: 2312-7449

عناصر مشابهة