المستخلص: |
لقد أصلت البلاغة العربية القديمة لمفهومين أساسيين في البحث البلاغي والنقدي على حد سواء، هما: الحقيقة والمجاز، وذلك في إطار البحث عن مستويات استخدام اللغة، ومن ثم اللغة القرآنية، ويدل ذلك – بشئ من التأمل والتدبر في ذلك البحث – على وجود فكر "المعيارية" لدى العرب قديما، ومقابلة ذلك المعيار بما يخالفه، فكانت الحقيقة معيارا، والمجاز انزياحا من حيث مغايرته للحقيقة وسموه عنها، وقد ردد النقاد القدامى عبارة "المجاز أبلغ من الحقيقة" لما فيه من مسحة جمالية تنماز بها لغته عن لغة الحقيقة العادية، وفي هذا السياق تأتي اللغة الصوفية بطبيعتها الإشارية كمظهر إنزياحي يستمد قيمته الفنية والدلالية من فعل التجاوز في حد ذاته.
|