المستخلص: |
برزت ظاهرة (فعلت وأفعلت) في التراث اللغوي العربي، وقد أفرد علماؤنا لها مؤلفات خاصة، وصل إلينا منها ثلاثة كتب ألف الأول أبو حاتم السجستاني (255 ه)، وألف الثاني أبو إسحق الزجاج (311 ه)، وألف الثالث أبو منصور الجواليقي (540 ه)، تركز هذه الدراسة على رصد آراء هؤلاء العلماء في هذه الظاهرة ومنهجهم في دراستها، فقد كان لكل من هؤلاء مروياته في هذا الباب، فمنهم من كان يتوسع فيه، ومنهم من يختصر، وقد أهتم هؤلاء العلماء بهذا الباب لما له من صلة بظاهرتي التعدي واللزوم في العربية، ولأنه- بحسب بعض آرائهم- أحد مظاهر اللهجات من جهة أخرى، كما توقف العلماء في هذا الجانب عند ما أتفق معناه في هذه الصيغ، وما اختلف معناه. وقد وجدت من خلال استقراء المواد اللغوية في الكتب المدروسة، أن هناك دلالة تجمع بين هذه الصيغ على اختلاف دلالاتها سواء فيما أتفق معناه من الأفعال، أو فيما اختلف معناه، هي دلالة السلب التي شكلت الأساس للقسم التطبيقي، حاولت من خلال تحليل المواد اللغوية إثبات أن دلالة السلب يمكن أن تكون الأساس الذي يبنى عليه فهم صيغتي (فعلت وأفعلت) في العربية، من دون أن ننكر أن هذه الدلالة قد تتداخل مع دلالات أخرى، ولكنها تبقى دلالة أساسية وحاضرة بقوة، حاولت هذه الدراسة أن ترصد هذه الدلالة، وتبرهن عليها.
|