| المستخلص: |
مثلت تهامة منطقة إيكولوجية نموذجية لوجـود أنظمة إيكولوجية مختلفة على مقربة شديدة من تقاطع الموارد القارية والساحلية والبحرية لتسهيل نجاح استراتيجيات الأنظمة الفرعية للسكان الذين ما زالوا يعتمدون في غذائهم على الجمع والصيد. هذه المنطقة تتكون من شريط ساحلي ضيق يمتد بمحاذاة البحر الأحمر غرباً، وسكانه يشتغلون منذ العصور القديمة بصيد الأسماك وبعض الحرف اليدوية المحدودة، وتكثر فيه التلول الرملية ومواقع الأصداف؛ تليه إلى الداخل مراوح وأراض منبسطة حصوية؛ تليها وديان وأراضي زراعية تمتد بامتداد سلسلة السفوح الجبلية الغربية والجنوبية، تربتها خصبة تسقى من مياه السيول التي تنزل من مرتفعات سلسلة الجبال الغربية، وسكانها يمارسون الزراعة الموسمية وتربية الماشية. من خصائص هذه الأراضي التهامية السهلية والأراضي الداخلية أنها شديدة الحرارة والرطوبة وأنها تحصل على نسبة منخفضة من الأمطار التي تسقط في فصل الصيف وتصل نسبتها في بعض المناطق إلى حوالي 100سم وأقل من 100سم في المناطق الأخرى. في هذه التلول الصدفية والمراوح الحصوية الساحلية والأراضي الداخلية عثر على نوعان من المواقع القديمة: النوع الأول: معسكرات لمجتمعات راجلة غير مستقرة تحتوي بداخلها على كثير من المحار وأصداف البحر وأدوات حجرية مصنوعة من الرهوليت والاوبسيديان والبازلت، وأواني فخارية وتؤرخ إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث؛ والنوع الثاني: مواقع ذات ملامـح معمارية واضحة تحتوي على أدوات حجرية وأواني فخارية مصقولة وملونة باللون البني وتؤرخ إلى العصر البرونزي والحديدي (فترة ما قبل الإسلام). وهي جميعها صغيرة في مساحتها وتراصفها الطبقي ليس عميقا، ومعظمها سكنت لفترة زمنية واحـدة والسكن فيها كان قصيراً. في هذه المقالة سوف نتحدث عن المخلفات المادية لمجتمعات الصيادين والجامعين الأوائل، وسنناقش الدليل الأثـري حول فرضية الهجرات البشريـة الأولى من وإلى قارة إفريقيا، والطرق التي سلكها المهاجرون الأوائل أثناء خروجهم من موطنهم الأصلي إلى الـبر العربي في قارة آسيا، وانتشارهم صوب الشرق إلى حضرموت ومارب والجوف. بمعنى سنحاول تحديد البداية الحقيقية لانتشار الثقافات الأولى (الأشولية) للإنسان خارج القـارة الإفريقية، دون الحديث عن خصائصها ومراحلها بالتفصيل أو عن التطور البيولوجي للإنسان المهاجر من إفريقيا لأننا لم نضعه ضمن أهدافنا في هذا العرض. وسيقودنا الحديث عن ثقافات العصر الحجري القديم إلى الحديث عن ثقافات العصور التالية له، العصر الحجري الحديث والعصور البرونزية والحديدية في تهامة اليمن وتفاعل مجتمعاتها مع محيطهـا المحـلي والإقليمـي.
Tihama represented a typical ecological region due to the presence of different ecological systems so close to coastal, continental and marina resources in order to ease the success of the local strategic systems of the inhabitants who still make their life through hunting and gathering. This area is composed of a narrow coastal route which stretches toward west of the red sea and its inhabitants engage in hunting fishes and practicing limited handicrafts since ancient times. In this coastal line there are plenty of sandy mounds and shell localities while on the inner side it contains flat land and pebbly areas, it follows by agricultural valleys which lei parallel to the top of southern mountains series. These areas possess fertile soil which are irrigated from stream water coming from highlands of the western mountains series. The locals of this region practice seasonal agriculture and animal husbandry. These Tehama coastal territories and the inner parts is characterize by high temperature and humidity. The area gets a low percentage of rain during the summer time. In these shell localities and coastal plains archaeologists found two types of prehistoric sites. The first type represented by camps for unsettled groups. These camps contain plenty of shells, lithic tools made of obsidian and basalt and pottery artifacts dated to the Paleolithic and Neolithic. The second type of sites shows architectural structures contain stone tools and painted and colored ceramic containers dated to the Bronze and Iron Age (Pre-Islamic period). These sites can be described as small settlements the stratigraphic layers are not deep and they were occupied for a short period of time. This paper will go through the material remains of the early hunter and gatherer communities and will touch upon the hypothesis related to early human migration out of Africa, the trails which they followed to reach south-west Arabia (Yemen) and their dispersal toward the regions of Marib and al-Jawf. In other words, we will try to determine the first real presence and spread of Achulian culture out of the Africa. However, this paper will not go into details concerning the Achulian lithic technology and will not investigate the biological evolution of early human coming out of Africa. In addition to exploring the Tihama Paleolithic will also pay attention to Tihama Neolithic, Bronze Age and Iron Age and the interaction of Tihama people with their surrounding regional and local societies.
|
