ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







فلسفة ما بعد الحقيقة وأبعادها السياسية

المصدر: مجلة الآداب
الناشر: جامعة بغداد - كلية الآداب
المؤلف الرئيسي: الجابري، صلاح فليفل عايد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Al-Jabery, Salah Fulifel Ayyed
المجلد/العدد: ملحق
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2021
التاريخ الهجري: 1443
الشهر: أيلول
الصفحات: 487 - 512
ISSN: 1994-473X
رقم MD: 1194864
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

19

حفظ في:
المستخلص: يقول أوغسطين: "عندما تسقط أهمية الحقيقة في نظر الناس أو تعصف، فإن كل شيء يصبح عرضة للشك" ويقول نيتشة في كتابه إرادة القوة: هناك أنواع كثيرة من العيون-حتى أبو الهول له عيون. وهناك أنواع كثيرة من "الحقائق" وبالتالي لا توجد حقيقة. استخدمنا في هذا البحث منهجية عرض الموضوع بطريقة مختلفة هذه المرة، طريقة يلعب فيها الخيال دورا تعليميا أساسيا، وفحوى هذه الطريقة هو التقديم للموضوع من طريق عرض الأمثلة على شكل قصة خبرية قصيرة لتعطي الذهن مادة للتفكير والتقييم، وفي مرحلة لاحقة يجري التنظير للموضوع على مستوى التصور وعلى مستوى البرهان أو الاستدلال بشكل عام. وسوف نجري تحليلا فلسفيا وتاريخيا لعصر بدت فيه الأكاذيب تحتل موقعا في أساليب المعاملات السياسية والاجتماعية وللأسف تعدت ذلك إلى المستوى العلمي. ففي السياسة يسوغ الكذب تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة، وتحتل التبريرات الذاتية موقع الحقيقة الموضوعية، وبلغ الإسفاف في المجال السياسي إلى تحويل الكذب إلى واقع عبر استخدام عامل القوة أو السلطة، فعادت السلطة صانعا للحقيقة المزيفة، واقع في أساسه وهمي يصار إلى تحقيقه وإيهام مجتمع ما بحقيقته. وفي المجال الاجتماعي عادت الأكاذيب المزوقة والمدعومة بجيوش من العماء الاجتماعي الافتراضي تمثل حقائق عند الناس ولا يسألون عن مسوغات التصديق بها ولا مصادر انبثاقها؛ لأنهم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن أصولها ومصادرها بسبب بعد تلك المصادر واختلاط المعلومات عبر تداولها الافتراضي بادعاءات ومواقف نفسية وتحيزات عاطفية دينية أو عرقية. وللأسف غزى هذا اللون من الخلط بين الحق والباطل والصدق والكذب مجال البحث العلمي فعاد الكثير من طلاب المعرفة المستعجلين والأميين ثقافيا وعلميا يمارسون بحوثا مزيفة ذات مصادر وهمية زائفة، ويدعون نشاطات علمية وهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد ساعد على ذلك المعايير العلمية الهابطة لرسائل الماجستير والدكتوراه التي بلغت حدا لا يطاق تزيف فيها الحقائق وتباع الرسائل في مكاتب الطباعة والاستنساخ الخاصة وانتشار من يمتهنون صناعة هذا الزيف في متاجر الطباعة والاستنساخ في عموم العراق. يقدم هذا البحث قواعد انذار مبكر لهذا التزييف الذي يتعامل مع الأكاذيب كحقائق، وشيوع قناعات لا تستسيغ الحقائق وتجعل الأكاذيب لمجرد كونها ترضي الذات حقائق، وتنفر من الحقائق الموضوعية لكونها لا ترضي الذات أو قد تتصادم مع مصالح ذاتية. وعلى الرغم من أن هذا البحث يتخذ عنوان فلسفة ما بعد الحقيقة (كمجرد زعم وادعاء) إلا أنه ينتهي إلى نتيجة أنه لا توجد فلسفة ولا قواعد منطقية لما بعد الحقيقة، أعني الزيف والهراء والأكاذيب، والقواعد الفلسفية عموما بنيت من أجل الحقيقة فقط، ولا يوجد منطق واقعي للزيف والكذب، لأن الكذب لا يعكس حقا واقعا، بل هو مفهوم عدمي. قال تعالي: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الأنبياء: 18)

ISSN: 1994-473X

عناصر مشابهة