| المستخلص: |
يستعرض البحث الآليات والاستراتيجيات التي اتبعتها سنغافورة لإصلاح نظام التعليم بها والوصول إلى التنافسية العلمية والتي مكنتها من مواجهة تحديات العولمة في القرن الحادي والعشرين، حيث إن إصلاح منظومة التعليم من الأمور التي تشغل وتؤرق حكومات جميع الدول؛ لأنها المسئولة عن تكوين العنصر البشري والذي يعد الدعامة الأساسية لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية والمنافسة بين دول العالم، وقد تبنت سنغافورة مجموعة من الآليات وحققت إصلاحا شاملا قائما على النوعية والجودة مكنها من مواكبة تنامي اقتصاديات المعرفة فوضعها المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2014م في المركز الثاني بعد سويسرا من حيث القدرة على التنافسية الاقتصادية، وكانت الفترة من 1979 إلى 1997م هي الأكثر تأثيرا، والسبب الرئيس في وصول سنغافورة إلى هذه المكانة حيث شهدت هذه الفترة إصلاحات عديدة ومراجعات دائمة للنهوض بالنظام التعليمي، وقد بدأت هذه الإصلاحات بنظام تعليم قائم على الكفاءة في عام 1979م هدفه تمكين الطلاب من الوصول إلى أقصى حد ممكن من التعليم والحد من مشكلة التسرب من التعليم وتطوير مهارات الطلاب لتتوافق مع النظام الاقتصادي الجديد حينها القائم على المهارات، وطوال عقد الثمانينيات طرأ على هذا النظام سلسلة من التغييرات المخطط لها جيدا إلى أن تم إعادة هيكلة النظام مرة أخرى في العام 1991م، وكان نهج سنغافورة وقتئذ هو الابتعاد عن تقديم نظام موحد لكل الطلاب واستبداله بنظام قائم على المسارات التعليمية والذي يخلق مسارات متعددة للطلاب لتحسين جودة القوى العاملة اللازمة لتحقيق الأهداف الاقتصادية الجديدة، فكان الارتقاء بمراحل التعليم استنادا إلى القدرة الأكاديمية والتحصيلية، إن نظام التعليم في سنغافورة نظام انتقائي لا يصل جميع طلابه إلى التعليم الجامعي، ولكن المستوى التعليمي الذي وصل إليه الطلاب في هذا النظام يتوقف على مهارات التفكير الإبداعي لديهم وقدراتهم وميولهم، حيث يقدم نظام التعليم بها فرصا متنوعة ومسارات مختلفة للطلاب من أجل الاستثمار الأمثل لهذه القدرات والإمكانيات وإعدادهم لسوق العمل.
The research reviews the mechanisms and strategies that Singapore used to reform its education system and access to scientific competitiveness, which enabled it to face the challenges of globalization in the twenty-first century, as reforming the education system is one of the concerns of the governments in all countries because it is responsible for the formation of the human element, which is the mainstay of achieving an economic and social renaissance and competition among the countries of the world. Singapore has adopted a set of mechanisms and achieved a comprehensive reform based on quality that enabled it to keep pace with the growth of knowledge economies. The World Economic Forum for the year 2014 put it in the second rank in terms of economic competitiveness, and the period from 1979 to 1997 was the most influential and the main reason for Singapore's reaching this place where this period witnessed many reforms and permanent reviews to the advance of its educational system, and these reforms began with an education system based on efficiency in 1979 aimed to enable students to reaching the maximum possible level of education, reduce the problem of dropping out of education, and develop students ’skills to comply with the new economic system at the time based on skills, Throughout the eighties, this system has undergone a series of well-planned changes until it has been restructured The system once again in the year 1991, and Singapore's approach at that time was to move away from providing a unified system for all students and replace it with a system based on educational tracks that creates multiple paths for students to improve the quality of the workforce necessary to achieve new economic goals, so the upgrading of education levels based on academic and achievement ability, The education system in Singapore is a selective system that does not reach all of its students to university education, but the educational level that students reach in this system depends on their creative thinking skills, capabilities as the education system provides them with opportunities and various pathways for students in order to make the best use of their capabilities and prepare them for the labor market.
|
