المستخلص: |
المقدمة: التمريض مهنة ذات متطلبات عمل عالية ومجهدة جسديا ونفسيا. لقد تمت مناقشة متطلبات العمل في مهنة التمريض على نطاق واسع في الدراسات، حيث أدى إلى العديد من العواقب السلبية التي من ضمنها انخفاض مستوى الرضى الوظيفي. وقد نوقش أيضا عدم الرضا الوظيفي بين الممرضين والممرضات بشكل مكثف في الدراسات ويتعلق بنتائجها السلبية. وعندما يكون متطلب العمل أحد أهم أنواع ضغوطات العمل وأنه لا مفر منه ولا بديل عنه، فإن السمات الشخصية (مثل موضع التحكم والكفاءة الذاتية) تلعب دورا هاما في تلطيف هذه الضغوطات وزيادة كفاءة الممرضين للتعامل مع متطلبات العمل العالية. إلا أنه، ورغم كثافة الدراسات حول الموضوع، لم يتم إجراء دراسات سابقة حول اختبار التأثير التواسطي للسمات الشخصية (موضع التحكم والكفاءة الذاتية) على العلاقة بين متطلبات العمل والرضى الوظيفي لدى الممرضين والممرضات. هدف البحث: يهدف هذا البحث إلى اختبار أنموذج تواسطي مزدوج لمتغيرات موضع التحكم والكفاءة الذاتية على العلاقة بين متطلبات العمل والرضى الوظيفي لدى الممرضين والممرضات العاملين في المستشفيات الحكومية في الأردن. منهجية الدراسة: تم تطبيق تصميم كمي، مقطعي، ترابطي، من خلال توظيف عينة عشوائية منهجية من 427 ممرض وممرضة قانونية تعمل في المستشفيات الحكومية في الأردن. وتم سحب العينة عشوائيا من مستشفيين رئيسيين أحدهما في شمال الأردن والأخر في وسط الأردن. لقد تم قياس متغيرات الدراسة باستخدام مقياس متطلبات العمل، مقياس موضع التحكم في العمل، مقياس الرضى الوظيفي، مقياس الكفاءة الذاتية. تم استخدام الطريقة الإحصائية لتحليل المسار لاختبار الأنموذج. النتائج: أظهر التحليل الإحصائي أن الكفاءة الذاتية لها تأثير إيجابي كبير على علاقة متطلبات العمل والرضى الوظيفي (β = .680, p<.001). ذلك أن الممرضين والممرضات ذات الكفاءة الذاتية الأعلى هم أكثر عرضة لتخفيف أو تلطيف العلاقة بين متطلبات العمل والرضى الوظيفي. بالإضافة إلى ذلك، أظهر التحليل أن موضع التحكم في العمل له تأثير سلبي كبير على العلاقة بين متطلبات العمل والرضى الوظيفي (β = -.819, p<.001) يستدل على أن الممرضين والممرضات ذوو موضع التحكم الخارجي الأعلى هم أكثر عرضة لزيادة التأثير السلبي على العلاقة بين متطلبات العمل والرضى الوظيفي. بينما الممرضين والممرضات ذوو موضع التحكم الداخلي أكثر عرضة لتخفيف أو تلطيف العلاقة بين متطلبات العمل والرضى الوظيفي. وأخيرا، كشف تحليل المسار الإحصائي أن الكفاءة الذاتية (β = .127, p= .002) وموضع التحكم في العمل (β = -.721, p<.001) له تأثير تواسطي مزدوج على العلاقة بين متطلبات العمل والرضى الوظيفي. أظهرت الإحصاءات الاستنتاجية وجود فروق ذات دلالة إحصائية في المتغيرات الرئيسية للدراسة فيما يتعلق بنوع الجنس والعمر والخبرة في إدارة التمريض وسنوات الخبرة في الوحدة الحالية ومتوسط عدد المرضى لكل مناوبة والحالة الاجتماعية والتحصيل العلمي ونوع القسم. الخلاصة والتوصيات: تسهم هذه الدراسة في مجموعة محدودة من المعرفة المتعلقة بتأثير السمات الشخصية على العلاقة بين ضغوط العمل، ونتائج العمل. وأوصت الدراسة البحوث المستقبلية بإجراء اختبار تجريبي لهذا الأنموذج (أنموذج تلطيف علاقة متطلبات العمل بالرضى الوظيفي) في سياقات أخرى، مثل المستشفيات الخاصة أو العسكرية، لمزيد من التحقق من صحة، وتوسيع نطاق القبول، وتطبيق هذا الأنموذج.
|