المستخلص: |
أبو حيان علم من أعلام العربية المتأخرين ، كان له باع طويل في مختلف علوم العربية ، ولاسيما علم النحو ، وله في ذلك التصنيفات النظرية المشهورة ، كارتشاف الضرب وتذكرة النحاة وغير ذلك. أظهر أبو حيان في تلك المؤلفات اختياراته النحوية التي تدل على سعة اطلاعه على كلام العرب ، وطول باعه في علم النحو . وقد صنف أبو حيان تفسيره (البحر المحيط) وهو من أجل التفاسير مكانة ، عرض فيه لكثير من المسائل النحوية مهتما بالجانب التطبيقي عند النصوص القرآنية ، مختارا ما يراه الراجح فيها ، خاصة أن تأليف (البحر المحيط) كان آخر سني حياته ، أي بعد أن اختمرت الآراء ونتجت عن سعة اطلاع على مجاري كلام العرب . قدمت في هذا البحث ترجمة موجزة لأبي حيان ، ثم مهدت للبحث مبينا أن اختلاف آراء النحوي بين النظرية والتطبيق أمر شائع عند كثير من النحاة ، ثم ذكرت سبع عشرة مسألة نحوية اختلفت فيها أراء أبي حيان بين كتبه التي كان قد ألفها في علم النحو خاصة ، وبين الآراء النحوية التي ذكرها في البحر المحيط ، باعتباره كتابا تطبيقيا. ذكرت في أول كل مسألة أقوال النحويين ومذاهبهم محيلا في الحاشية إلى كتبهم أو كتب النحو التي نقلت لنا تلك الأقوال ، ثم بينت ما اختباره أبو حيان في المسألة النحوية في كتبه النظرية ، ثم ذكرت ما اختاره في (البحر المحيط) في المسألة عينها ، وبينت آخر الأمر ما ترجح لي أن يكون رأيه واختياره مع بيان السبب في ذلك .
|