| المستخلص: |
في ظل التطورات التكنولوجية السريعة الحادثة في السنوات الأخيرة والتحولات في أوضاع السوق؛ فإن النظام التربوي يواجه تحديا بخصوص الحاجة إلى توفير فرص تعليمية إضافية (السيد، أحمد البسيوني، ٢٠١٥ :3)، لهذا اتجهت المنظمات التربوية لاستخدام "التدريب عن بعد" لحل بعض المشاكل التي تواجهها، حيث واجه التدريب المباشر التقليدي للمعلمين عددا من الصعوبات أبرزها: إلزامية المكان والزمان للمتدرب لحضور البرنامج التدريبي، وعدم مراعاة الفروق الفردية (Shrk, Shay & Rees, Jennifer, 2004, 23)، التكلفة المادية العالية، وقلة أعداد المدربين المؤهلين والمتميزين، لهذا أصبح "التدريب عن بعد" ضرورة ملحة في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضي نظرا للتطور السريع في جميع المهن والمجالات، مما يستوجب مواكبة الأفراد هذا التطور السريع، لأن هذا التطور يضع الفرد أمام مسؤوليات جديدة، ومهام كثيرة، وأعباء متنوعة لابد من الوفاء بها، حتى يكون عضوا صالحا منتجا في مجتمعه يؤدي مهامه الوظيفية بفاعلية "(أحمد، إيمان محمد عبد الرحيم، 2009: 2). ويعد "التدريب عن بعد" مطلبا أساسيا لتلبية الاحتياجات التدريبية للمتدربين على اختلاف مستوياتهم، وأماكن تواجدهم بحيث لم تعد الحدود الجغرافية عائقا أمام المتدربين لاكتساب المعارف والمهارات الوظيفية (العوفي، عمر بن عواض بن معيض، 2011: 2)، وللإسهام في توصيل التدريب لأكبر شريحة من الأفراد بواسطة التكنولوجية الحديثة والوسائط المتعددة، ولفتح آفاق التدريب المستمر لكافة فئات العاملين في الميدان التربوي (خليل، محمد براهيم طه، 2017: 131). وعمدت بعض الدول إلى استخدام نظم وصيغ تعليمية غير تقليدية، لعدم قدرة نظمها التعليمية النظامية (التقليدية) على تلبية متطلباتها واحتياجات أفرادها، لهذا تبنت نظام "التدريب عن بعد" لتوفير الفرص التدريبية والتعليمية، والاستفادة من التقدم التكنولوجي والتطورات المستمرة والسريعة في تكنولوجيا التعليم والاتصال (رفاعي، عقيل محمود محمود، 1999: 16). ولأن التعليم والتدريب وجهان لعملة واحدة؛ فالتعليم يصبح قاصرا إذا لم يقترن بالتدريب والتطبيق، والتدريب لا يؤدي دوره ما لم يكن مبنيا على أسس نظرية وفلسفية تحدد أهدافه، وتوجه سياساته، واستراتيجياته وترشد خططه، وتقيم نتائجه على ضوء أهدافه وأهداف المجتمع "(أحمد، إيمان محمد عبد الرحيم، 2009 :2)". ولذلك يعد "التدريب عن بعد" مصدرا مهما من مصادر إعداد وتنمية الكوادر والقوة البشرية المدربة ورفع مستواها وتزويدها بالمهارات اللازمة لمواجهة المستقبل وتحدياته، وتكوين الشخصية لدى الفرد وصقل مواهبه وتنمية قدراته الإبداعية (رفاعي، عقيل محمود محمود، 1999: 16).
|
