ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الهوية الوطنية في الدساتير السورية: ظروف النشأة وانعكاساتها في الدساتير السورية

المصدر: قلمون : المجلة السورية للعلوم الإنسانية
الناشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية
المؤلف الرئيسي: الزعبي، زيدون (مؤلف)
المجلد/العدد: ع19,20
محكمة: نعم
الدولة: تركيا
التاريخ الميلادي: 2022
الشهر: يوليو
الصفحات: 691 - 709
ISSN: 2548-1339
رقم MD: 1314136
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

13

حفظ في:
المستخلص: وضحنا في بحثنا مرور الهوية الدستورية السورية بثلاث مراحل أساسية وهي مرحلة الأمة المكتملة التي استمرت من تاريخ أول دستور سوري بعد الانفصال عن السلطنة العثمانية الذي كتب عام 1920 واستمر إبان الانتداب الفرنسي عبر دستور 1930 حتى الاستقلال عن فرنسا عام 1946 وتطبيق دستور 1950. شكل الأخير بروز الهوية العربية الإسلامية بفعل تصاعد تيارات أكثر قربا من الشارع. لتبرز هوية عربية إسلامية لم تستمر إلا بضع سنوات وتحديدا حتى زمن الوحدة وتاريخ إقرار الدستور المؤقت للجمهورية العربية المتحدة. لتعود الهوية الإسلامية إلى مرتبة ثانية مع تراجع حاد للهوية السورية. ليست سورية فيها إلا قطرا والشعب فيها ليس إلا جزءا من الأمة العربية. وحدود دولتها مؤقتة بانتظار توحيد البلدان العربية. لم تتحدث الهوية الدستورية عبر قرن عن تنوع المجتمع السوري، ولا عن وجود أعراق ولغات مختلفة فيه، إلا مرور الكرام عبر الحديث عن الأحوال الشخصية للطوائف. أدى هذا الأمر -في رأينا- إلى شكل من أشكال عقدة النقص المخفية لدى السوريين. فهم ليسوا أمة ودولتهم وحدودهم مؤقتة، ولا وجود لأقليات عرقية أو إثنية فيها. وبالعودة إلى الإطار الذي يقترحه روزنفيلد، فإننا نرى أن الدساتير الأولى كانت أشبه بالنموذجين الفرنسي والأميركي، إلا أننا نرى أن الدساتير اللاحقة كلها، لا تخضع لأي نموذج كونها لا تتحدث عن أمة مكتملة، ومن ثم لا وجود لهوية دستورية نهائية للشعب السوري، فلا نحن مواطنون/ات أفراد متساوون/ات بالحقوق ولا نحن عرق واحد، ولا أمة مكونة من أعراق متعددة. جل ما فعلته النخب هو فرض هويتها الحزبية على المواطنين، وتحديدا ما فرضته قوى البعث بفرض الهوية العربية بعدا أولا لا تأتي فيه الهوية السورية، إلا عرضا. أدى هذا برأينا، ضمن عوامل أخرى بطبيعة الحال، إلى بروز صراع الهويات السورية بعد انتفاضة آذار/ مارس، ومن دون أي مساحة جامعة لمواطني المجتمع السوري ومكوناته. وبعكس الدساتير العربية الأخرى التي كرست هوية وطنية جامعة لها أبعادها العربية والإسلامية وإقليمية، كرست الهوية الدستورية السورية هوية ناقصة غير مكتملة، وما لم تكتمل هذه الهوية ستبقى أزمة السوريين حاضرة مهما حاول البعض، وعلى رأس هذا البعض الاستبداد نفسه.

ISSN: 2548-1339