المستخلص: |
فإن خير ما صرفت فيه الأوقات هو طلب العلم وخير العلوم على الإطلاق هو العلوم الشرعية، وصدق الإمام الشافعي، حيث قال: كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وعلم الفقه في الدين. والفقه وأصوله من أشرف العلوم الشرعية؛ لأنه يؤدي إلى فهم النص الشرعي واستنباط الأحكام الشرعية منه؛ لتسليطها على مستجدات الحياة، فكيف بعلم هو حلقة الوصل بينها، وبالعودة إلى المرحلة الأولى في التشريع حيث كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عصر الإظهار والتأسيس لأنه كان عصر الوحي والتنزيل، وقد كان الصحابة يشاهدون التشريع سواء ما كان بالوحي أو الصادر عن اجتهاد، واجتهاد النبي، وعبر الأعوام التي لازم بها الصحابة نبينا المجتبى صلى الله عليه وسلم تكونت عندهم الملكة الفقهية النابعة عن الجذور التي تدربوا عليها، ومن هنا برز من اختص بالتفسير من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم مثل ابن عباس والصحابي عبد الله بن مسعود والفرضي كسيدنا زيد والعالم بالحلال والحرام مثل معاذ ابن جبل، ثم تفرق الصحابة بعدها في الأمصار وبدأت المدارس الفقهية تتكون كمدرسة الرأي في العراق ومدرسة الحديث في الحجاز وكل هذا مبني على ما نقل وفهم عن الصحابة إلى أن جاء عصر الأئمة المجتهدين كسيدنا الإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد فكانت مواقفهم من الأخذ بما ورد عن الصحابة بين المؤصل له وبين الواضع للشروط وبين المعتمد فقط على الكتاب والسنة والاجتهاد، ومن هنا تبرز أهمية التوغل في كتب الأصوليين لمعرفة مدى ما ذهب إليه علماء كل مدرسة على انفراد، وأن مما يخفي على الكثير من الناس هو أن الصحابة كلهم فقهاء مجتهدون، وهذا ليس بملموس عن أهل علم أصول الفقه، فالمجتمع المسلم الأول لم يكن أهله من الصحابة متفرغين لطلب العلم والاجتهاد الفقهي فقط، لا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا عصر الراشدين، وفي الغالب الأعم؛ بل ربانيون صالحون، يميلون إلى تطبيق أحكام الإسلام في حياتهم، أكثر من انشغالهم بطلب العلم، ولا يعني هذا أنهم لم يكونوا يهتمون بطلب العلم، بل كانوا يفعلون ذلك؛ إلا أن من وصل الغاية منهم معدودون عد الأصابع، من هنا ظهر الخلاف بين المدارس الفقهية فهناك من أدخل فضائلهم وحسن الظن بهم للتقييم العلمي فأوغلوا بالأخذ ونقل كل ما صدر عنهم وجعله منطلقا لأساس مذهبه الفقهي كالإمام أحمد، وهناك من ابتعد وجعل حجته مبنية على الكتاب والسنة باستعمال أدوات الاجتهاد كالإمام الشافعي، هذا بإيجاز دفعني لإخراج أقوال الأصوليين لنقل صورة التأسيس والتأصيل في الفتيا والأحكام الشرعية سواء من اتخذ من أقوال الصحابة منهجا واصلا من أصول الاستنباط أو من الذين اعتمدوا على مصادر شرعية أخرى، ولضيق المقام أجهدت نفسي اختصارا، وحاولت الإتيان بمثال من واقع الصحابة أن وجدت له مثالا إنموذجا؛ لسعة الموضوع، وشدة الاختلاف الوارد عن علمائنا الأعلام في الاحتجاج بمذهب الصحابي، كما قمت بالإشارة إلى اسم المرجع، دون ذكر بطاقته؛ وذلك لتجنب الإطالة، خصوصا وقد بلغ البحث سبعا وثلاثين صحيفة، وقد قسمت البحث على مبحثين وخاتمة
Praise be to God who made the principles of Sharia a control over its branches, and blessings and peace be upon the one who guides his nation to the keys to knowledge and understanding, and upon his good family and faithful companions. As for what follows: The best thing you spend your time on is seeking knowledge, and the best sciences at all are the legal sciences, and jurisprudence and its foundations are among the most honorable legal sciences. Because it leads to understanding the legal text and deducing legal rulings from it. To shed light on the developments of life, so how about knowledge that is the link between them, and by returning to the first stage in legislation, where in the time of the Prophet PBUH was the era of revelation and foundation, because it was the era of revelation and revelation, and after it the Companions, The most prominent of those who specialized in interpretation were from the family of the Prophet, may God bless him and grant him peace, and others such as Ibn Abbas and the companion Abdullah bin Masoud and Al-Fardi as our master Zaid and the scholar of halal and forbidden such as Muadh Ibn Jabal. And they understood about the Companions until the era of the devout imams came, like our master, Imam Abu Hanifa, Imam Malik, Imam Al-Shafi’i, and Imam Ahmad. Hence the importance of penetrating the books of the fundamentalists in order to know the extent to which the scholars of each school individually went. This is what prompted me to bring out the sayings of the fundamentalists to convey the image of foundation and rooting in fatwas and legal rulings. The broadness of the topic, and the severity of the difference from our media scholars in protesting the doctrine of the Companion, and I divided the research into two sections and a conclusion.
|