المستخلص: |
على الرغم من اعتماد العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة منذ ما يزيد على نصف قرن، واتساع محيط تعليمها وتعلمها عالميا للأغراض المختلفة؛ فلا يوجد حتى الآن إطار مرجعي لتعليم العربية وتقييم كفاءة مستعمليها. وإن كانت هناك محاولات فردية ومؤسسية محمودة في هذه السبيل؛ إلا أنها. على أهميتها. لا تزال في طور الاجتهادات المتفرقة، مقارنة بما ينبغي أن يتخذ من إجراءات قومية موحدة للتخطيط لوضع إطار مرجعي للغة العربية تعليما وتقييما. وانطلاقا من مبدأ التعددية اللغوية في منظمة الأمم المتحدة اقتضى التخطيط اللغوي لمشروع انسجام اللغات في المنظمة وضع إطار مرجعي مشترك لتعليم اللغات الرسمية الست وتقييمها (ومن بينها اللغة العربية). وقد اكتسب هذا الإطار عالميته من عالمية الهيئة التي وضعته، ومن عالمية اللغات الست المعتمدة في المنظمة وسيلة للتواصل الدولي والترجمة وإصدار القرارات والمواثيق والاتفاقات والمكاتبات ومختلف صور العمل والتعامل كما تأتي استعمالية هذا الإطار من المبدأ اللغوي الذي يقوم عليه وهو أن اللغة استعمال وليست مجرد معرفة بالقواعد الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية. وهذا اتجاه حديث في النظرة العلمية للغة، ومن هنا يتسم هذا الإطار بالحداثة حداثة المبدأ وحداثة المنهج. فلم يعد ينظر إلى اللغة وبخاصة من منظور علم اللغة الاجتماعي والإدراكي على أنها معرفة بالقواعد والأساليب والمفردات اللغوية فحسب؛ وإنما ينظر إلى اللغة على أنها نظام له أبعاده السياقية والتداولية والتواصلية. ومن ثم فتعليم اللغة وتقييمها ينبغي أن يقوم على منهجية الكفاءات (الكفاءة التداولية، واللغوية، والوظيفية، وكفاءة الثقافات المتقاطعة وكفاءة الخطاب). وعلى الرغم من غزارة البحوث والدراسات اللغوية والتربوية حول نظم تعليم العربية لغة أولى أو ثانية؛ إلا أن أحدا لم يتطرق إلى تكامل هذه الكفاءات في الإطار المرجعي لمنظمة الأمم المتحدة الصادر عام ٢٠١٨، ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث في (۱) استجلاء التحول في مفهوم الكفاءة اللغوية من المنظور المعرفي لدى تشومسكي إلى المنظور الاستعمالي لدى رواد علم اللغة الإدراكي، (۲) واستعراض الأسس المنهجية للإطار الأمريكي والإطار الأوروبي لتعليم اللغات والإطار الصيني والإطار الإندونيسي لتعليم العربية (۳) ومناقشة فلسفة التعددية اللغوية في الإطار المرجعي لمنظمة الأمم المتحدة وفق مشروع تجانس اللغات (٤) وبيان تكاملية الكفاءات في المستويات اللغوية للإطار المرجعي في المنظمة (٥) ثم كيفية الاسترشاد بالمدخل القائم على الكفاءات عند تصميم إطار مرجعي مشترك للغة العربية. وبعبارة أخرى، يجيب هذا البحث عن سؤال عام: كيف تتكامل جوانب الكفاءة التواصلية في الإطار المرجعي لمنظمة الأمم المتحدة في تعليم اللغة العربية؟ وكيف يمكن الإفادة التطبيقية من هذا الإطار خارج سياق المنظمة؟
Although Arabic Language was assigned as an official language in the United Nations more than half a century ago, and the scope of its teaching and learning has expanded globally for various purposes; there is still no framework for teaching and evaluating Arabic so far. There are praiseworthy individual and institutional attempts in this regard; But still in the stage of dispersed attempts, compared to what should be taken in terms of linguistic planning. Due to the principle of multilingualism in the United Nations, the linguistic planning of the Language Harmonization Project required development of a common framework for teaching and evaluating the six official languages, including Arabic. This framework gained its universality from the universality of the organization that established it, and from the universality of the six languages assigned as a means of international communication, translation, and various forms of work and dealing. The usefulness of such a framework comes from the linguistic principle, i.e., language is a usage, not just knowledge. This is a modern trend in the scientific view of language, and hence this framework is characterized by modernity of principle and method. Language (particularly from the perspective of cognitive linguistics) is no longer viewed solely as knowledge of linguistic rules, styles, and vocabulary; rather, language is a system with its contextual, pragmatic, and communicative dimensions. This, language teaching should be based on a competency methodology. Despite the abundance of studies on teaching Arabic as a first or second language, no one addressed the integration of these competencies in the framework of the UN issued in 2018. From here comes the importance of this research in (1) clarifying the shift in the concept of linguistic competency from the cognitive perspective of Chomsky to the usage perspective of the pioneers of cognitive linguistics, (2) reviewing the methodological foundations of the American framework and the European, Chinese, and Indonesian ones for teaching Arabic, (3) discussing the philosophy of linguistic pluralism in the framework of the UN according to the Language Harmonization Project, (4) demonstrating the complementarity of competencies at the linguistic levels of this framework, (5) and then how to be guided by the competency-based approach when designing a common Arabic framework. In other words, this research answers a general question: How are the aspects of communicative competence integrated into the UN framework?
|