| المستخلص: |
أن القيم الاجتماعية بشكل عام والقيم السياسية على وجه الخصوص لاتزال تمثل (وقفا لمنظري العقد الاجتماعي) العمود الفقري لبناء المجتمعات السياسية، حيث يؤكد هؤلاء المفكرين في دراساتهم المتعمقة أن البشر ينتقلون من الحالة الهمجية إلى الحالة المدنية حتى يتمكنوا من خلق مجتمع سياسي يتسم بالأمن والاستقرار وهذا ما يعرف في نظرية القيم السياسية (الروح المدنية). بعد إنجاز هذه المرحلة، ينتقل هذا المجتمع إلى مرحلة القيمة السياسية والتي يطلق عليها (السماح السياسي) والتي يقصد بها قبول كل الأطراف التعايش مع بعض وقبول أي اختلاف بينهم سواء كان سياسي أو اثني أو طائفي أو أي خلاف أخر. من خلال إيجاد هاتين القيمتين، فإنه من الطبيعي أن تنشأ داخل أفراد هذا المجتمع السياسي الناشئ قيمة جديدة من أهم القيم السياسية وهي التي تسمي بقيمة الانتماء السياسي. هذه الدراسة تسعى بالدرجة الأولى إلى دراسة عميقة للمجتمع الليبي ومنظومته القيمية من أجل التعرف على القيمة السياسية التي يمثل غيابها أبرز الأسباب الرئيسية لحالة الانقسام التي تعاني منها الدولة الليبية منذ التغيير السياسي في عام 2011.
The social values in general and the political values in particular still represent (according to the social contract theorists) the backbone of building political societies. These thinkers assert in their meticulous studies that human beings move from a brutal state to a civil state so that they can create a political society characterized by security and stability, and this what known in the theory of political values (the civil spirit). After completing this stage, this society moves to the stage of political permitting, which means acceptance by each party for the other parties in order to coexist with each other and accept any political, ethnic, sectarian or any other difference. By creating these two values, it is natural to create within this emerging political community a new value called the value of political affiliation. This paper seeks primarily a deep study of the Libyan society and its value system in order to identify the political value, which represents its absence the main reasons for the state of division in the Libyan state since the political change in 2011.
|
