المستخلص: |
تبرز هذه الدراسة الأهمية المتزايدة لإسهامات العلوم الاجتماعية في أبحاث ودراسات التنمية البيئية المستدامة ودورها في مساندة العلوم الطبيعية في صياغة وتنفيذ السياسات الفعالة للحفاظ على البيئة ومواجهة المخاطر والتحديات التي يوجهها العالم في الفترة الراهنة والمستقبلية. ونظرا لأن المشكلات البيئية والتغيرات المناخية الراهنة تعود بشكل أساسي إلى السلوك والممارسات البشرية، فمن الممكن تكريس الجهود نحو تغيير سلوك الأفراد واتجاهاتهم في التعامل مع البيئة. ومن هذا المنطلق تبرز أهمية التكامل بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية في التصدي للقضايا البيئية، إذ أن التركيز على تنفيذ سياسات الحماية، أو الخطط الموجهة إلى الأهداف الإيكولوجية فقط لن يحقق الأهداف المرجوة في الحفاظ على البيئة ومكوناتها الطبيعية في حال لم يتم دمج البعد الإنساني والمجتمعي في مثل هذه الأنشطة. وهدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على أهمية البعد الاجتماعي في تحليل وتفسير المشكلات البيئية ودور العلوم الاجتماعية في مجال حماية البيئة وإنمائها والحفاظ على تنوعها البيولوجي بشكل مستدام. وأوضحت الورقة أن التنسيق بين علماء العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية يمكن أن يؤدي إلى تطوير اتجاهات بحثية مشتركة وفهما أفضل للأليات المنظمة العلميات النظم الإيكولوجية والاجتماعية، حيث بات من المؤكد أنه لم يعد من الممكن دراسة النظم الإيكولوجية والاجتماعية بمعزل عن بعضها البعض، فالبشر جزء لا يتجزأ من غالبية النظم الإيكولوجية. وأظهرت الدراسة أن دور العلوم الاجتماعية في المحافظة على البيئة ليست مكملة أو اختيارية، بل هي عنصر أساسي يساند العلوم الطبيعية في التصدي إلى المخاطر والتحديات البيئية، وأن التكامل بين علماء العلوم الاجتماعية والطبيعية سيدعم هذه العمليات للوصول إلى أهدافها المنشودة. وخلصت الدراسة إلى أن الاستعانة بالعلوم الاجتماعية في عمليات الحفاظ على البيئة قد أصبح أمرا مفروغا منه من الناحيتين العلمية والتطبيقية وأن العلوم الطبيعية لا تستطيع مواجهة التحديات والمخاطر البيئية لوحدها.
This study highlights the increasing importance of the contributions of social sciences in research and studies of sustainable environmental development and their role in supporting the natural sciences in formulating and implementing effective policies to preserve the environment and face the risks and challenges facing the world in the current and future period. Since the current environmental problems and climate changes are mainly due to human behavior and practices, it is possible to devote efforts towards changing the behavior and attitudes of individuals in dealing with the environment. From this standpoint, the importance of integration between natural sciences and social sciences in addressing environmental issues, as focusing on implementing protection policies or plans directed at ecological goals only will not achieve the desired goals in preserving the environment and its natural components if the human and societal dimension is not integrated into such activities. The study aimed to shed light on the importance of the social dimension in analyzing and interpreting environmental problems and the role of social sciences in the field of environmental protection, development, and preservation of its biodiversity in a sustainable manner. The paper explained that coordination between scientists of social sciences and natural sciences could lead to the development of joint research directions and a better understanding of the mechanisms regulating ecosystem and social processes, as it has become inevitable that it is no longer possible to study ecosystems and social systems in isolation from each other, as humans are an integral part of the majority of ecosystems. The study showed that the role of social sciences in preserving the environment is not complementary or optional but rather an essential element that supports the natural sciences in addressing environmental risks and challenges and that integration between social and natural science scientists will support these processes to reach their desired goals. The study concluded that using social sciences in environmental conservation operations has become a foregone conclusion, both from a scientific and applied point of view, the natural sciences cannot face environmental challenges and risks alone.
|