المستخلص: |
يتناول هذا البحث تحليلاً نقديًا لدور الإمام الشافعي في ترسيخ مكانة الحديث النبوي كمصدر تشريعي مستقل، ويفند الاتهامات التي وُجهت إليه باعتباره المسؤول عن "تصنيم الحديث"، وهي تهمة ترجع جذورها إلى أطروحات المستشرق جوزيف شاخت وتفتقر إلى الأساس العلمي والتاريخي. كما يوضح الباحث أن الشافعي لم يؤسس لبدعة جديدة، بل جاء في سياق علمي جدلي، تصدى فيه لتيارين بارزين: تيار العقل ممثلًا في المعتزلة، وتيار الرأي ممثلًا في مدرسة أبي حنيفة. ويُظهر البحث كذلك أن الشافعي سعى إلى التوفيق بين مدرستي الحديث والرأي من خلال منهج علمي يستند إلى القرآن ومنطق الإيمان، مثل التأكيد على التلازم بين طاعة الله وطاعة رسوله، والاعتماد على مفاهيم راسخة في بنية الفكر الإسلامي، وليس مجرد تصعيد لمكانة الحديث على حساب العقل. كما يوضح أن ما قدّمه الشافعي في الدفاع عن حجية السنة هو امتداد لجهود علمية سابقة، ويستدل بأقوال العلماء قبله، مثل قتادة الداراني. ومن ثم، فإن تصوير الشافعي كمخترع لقداسة جديدة للحديث يعد تبسيطًا مخلًا وتحريفًا لحقيقة مشروعه العلمي. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|