المستخلص: |
ما يقال فيهما أن ما أثبت فيه الباء كان المراد منه الهداية الحسية الظاهرة وهي محاولة في عمي الأبصار، أما ما حذف منه الياء (بهد) فالمراد به الهداية القلبية الكلية، وهذا لا يختص به إلا الله عز وجل، ونكرر أن سياق آيات الروم عن عتاه المجرمين الميئوس منهم وليس في قلبهم ذرة من الاستعداد للهداية فهي لا يحدث عن الإكمال والإتمام بل تتحدث عن هذا المنشأ وهذه البداية وكأنك في النمل تكمل البناء (بهدي) وفي الروم تبدأ به من الصفر ومن عدم الظهور (بهد) . فما أروعه وما أبهاه وما أعظمه هذا الرسم المبهر مع النظم المعجز وهذا الجلال والجمال. وهكذا تبين لنا للتدبير أثرا كبيرا في الكشف عن مكنوتات الكتاب المجيد بل وله أثر كبير في حل العديد من الإشكاليات العلمية أيضا، ومن ذلك ما وقف أمامه صاحب كتاب الجلال والجمال في مسألة النسخ في القرآن الكريم، ومسألة المجاز في القرآن الكريم، وكان التدبر سبيلا لحل تلك الإشكاليات.
|